فمن أين لهم اليوم أن يملكوا الشفاعة والأسباب في الأخرى ، وقد أهملوها وقطعوها في الدنيا ، ولم يحفظوا لله هدى ، ولم يتخذوا عنده عهدا ،
فهم اليوم في درك الإهمال والنسيان عمدا ، وهم يساقون إلى جهنم وردا
وما يغني عن أحد مال ، ولا وهم الشفيع ، وذلك جزاء من تعدى وادعى على الرحمن ما لم يأت به سلطان ، وافترى على ربه الكذب والبهتان (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا) مريم 88
وهذا هو الشفيع المدعى ، وهذا هو الوسيط المفترى (لقد جئتم شيئا إدا) مريم 89
هكذا هو وصف ما ادعوه وافتروه ، أما أثره فهو قوله تعالى بعد ذلك
(تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ?90? أن دعوا للرحمن ولدا ?91?) مريم 90/91
أرأيتم ما هو الأثر ، إن معنى الشفيع والوسيط لدى الرحمن انفراط نظام الخلق ، وفساد الإتقان ،
فإن تصدع السماء وانشقاق الأرض وانهدام الجبال ، إنما هو كناية عن أن الدعوى ، والقول بأن الله اتخذ ولدا يلزم منها ،
أن الله عجز عن مسك السموات والأرض عن الزوال وغفل عن تدبير النظام والكمال ، فأصبح الانفلات والانهدام هو المآل وهذا صحيح ،
فلو ركن الله إلى شفيع في العلم ، أو اعتمد على ولي للملك ، أو كان له شريك في الحكم ، لكانت الفوضى هي المصير المحتم
ناپیژندل شوی مخ