68

هنا القرآن

هنا القرآن - بحوث للعلامة اسماعيل الكبسي

ژانرونه

فمن أين لهم اليوم أن يملكوا الشفاعة والأسباب في الأخرى ، وقد أهملوها وقطعوها في الدنيا ، ولم يحفظوا لله هدى ، ولم يتخذوا عنده عهدا ،

فهم اليوم في درك الإهمال والنسيان عمدا ، وهم يساقون إلى جهنم وردا

وما يغني عن أحد مال ، ولا وهم الشفيع ، وذلك جزاء من تعدى وادعى على الرحمن ما لم يأت به سلطان ، وافترى على ربه الكذب والبهتان (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا) مريم 88

وهذا هو الشفيع المدعى ، وهذا هو الوسيط المفترى (لقد جئتم شيئا إدا) مريم 89

هكذا هو وصف ما ادعوه وافتروه ، أما أثره فهو قوله تعالى بعد ذلك

(تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ?90? أن دعوا للرحمن ولدا ?91?) مريم 90/91

أرأيتم ما هو الأثر ، إن معنى الشفيع والوسيط لدى الرحمن انفراط نظام الخلق ، وفساد الإتقان ،

فإن تصدع السماء وانشقاق الأرض وانهدام الجبال ، إنما هو كناية عن أن الدعوى ، والقول بأن الله اتخذ ولدا يلزم منها ،

أن الله عجز عن مسك السموات والأرض عن الزوال وغفل عن تدبير النظام والكمال ، فأصبح الانفلات والانهدام هو المآل وهذا صحيح ،

فلو ركن الله إلى شفيع في العلم ، أو اعتمد على ولي للملك ، أو كان له شريك في الحكم ، لكانت الفوضى هي المصير المحتم

ناپیژندل شوی مخ