161

هنا القرآن

هنا القرآن - بحوث للعلامة اسماعيل الكبسي

ژانرونه

ولقد صدق ما بشره به أبوه وكان الله معه يرعاه ويكرمه ويعطي.

فها نحن نجده في دار الذي اشتراه من مصر وقد أصبح فتى يتفيأ ظل رحمة الله وينمو في عطاه، (ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين) [يوسف:22].

فالعلم معه حيث حل والحكمة معه في كل حال بل وبرهان ربه يسكن في قلبه.

وبهذا العلم والبرهان يقاوم الإغواء والإغراء ويرد مراودة التي أكرمت مثواه ويستعيذ بربه الذي أحسن مثواه.

وهكذا ينجو من الهم بها ويعلو على فتنة إغرائها بعون ربه (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين) إنه عند ربه عبد مخلص قد اصطفاه ربه للإخلاص وللإحسان، ولهذا فإنه يؤثر وحشة السجن وقسوة السجان على ما تدعوه إليه امرأة العزيز مع النسوان، ويدعو ربه أن يصرف عنه كيدهن فهو الحامي والمستعان، (فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم)

نعم إنه هو السميع العليم؛ ألا تلاحظون هذه الصفة من صفات الله تلازم يوسف في كل حال فلقد استجاب السميع العليم لعبده الذي يطيع ويسمع ويعمل بما علمه ربه ويخضع.

وبالعلم يدخل يوسف السجن باطمئنان (ودخل معه السجن فتيان)

وتستمر إقامته في السجن محسنا، ويعيش فيه بالعلم مطمئنا، فإذا السجناء يلوذون به في كل أمورهم ويكشفون عليه أسرارهم ويضعون أمامه أحلامهم وآمالهم وخواطرهم مطمئنين إلى علمه وإحسانه، واثقين من حسن خلقه وإيمانه.

فلقد لاحظوا عليه سلوكا لا يتوفر في سواه، وسكينة تدل على علمه وتقواه، تجدب إليه من يراه، وتدعو لمحبته واستفتاه.

ها هما الفتيان يحتاجان إليه في موضوع هام يشغلهما في المنام، ويعرضانه عليه مطمئنين إلى أن الجواب لديه ، ولهذا قالا: (إنا نراك من المحسنين)

ناپیژندل شوی مخ