(وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر) إلى آخر الآية.
فلديهما علم يغري الناس وقد أنزل عليهما علم من الله ليكونا فتنة للناس من اقترب منها كفر، ولكن بني إسرائيل فتنوا ورضوا بالكفر، واطمأنوا بالفتنة (فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون) [البقرة:102].
إن الرجلين ليسا ملكين نزلا من السماء كما يقال وإلا لم يقل الله (وما أنزل على الملكين)
بل هما رجلان عالمان أنزل الله عليهما علما يؤثر في الناس من تعلمه مؤمنا انتفع به ومن تعلمه فاجرا ضر نفسه وأضر بالناس.
وهذا ما اختاره بنو إسرائيل مع علمهم بأنه كفر وضلال ولكنهم نبذوا كتاب الله ومن هذا حاله فلا يبالي باتخاذ كل الأعمال الباطلة وسيلة لكسب الحياة العاجلة لأن نفسه جاهلة (ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون)
فلو كانوا يعلمون العلم الحق لما اختاروا السحر ولما باعوا أنفسهم بثمن بخس هو متاع الدنيا القليل ولكنهم لا يعلمون.
ولكي نؤكد أن العلم ملك وأن الملك علم ناله عباد الله وأوتيه آل إبراهيم ننتقل بكم من سورة البقرة إلى المائدة فسنجد على المائدة طعاما سهل الهضم في هذا الموضوع نافع الأثر في تأكيد المعنى المقصود.
لنقرأ معا الآية 20 من السورة:
(وإذ قال موسى لقومه ياقوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين) [المائدة:20].
إن هذا الخطاب من موسى لقومه بعد خروجهم من مصر ولهذا يقول بعدها (ياقوم ادخلوا الآرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين) [المائدة:21].
ناپیژندل شوی مخ