151

هنا القرآن

هنا القرآن - بحوث للعلامة اسماعيل الكبسي

ژانرونه

ولنقرأ ما بعدها لننال المزيد من المقصود، عن جهل اليهود، (فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا) [النساء: 55].

وبعد فإني هنا أكون قد أخذتكم لطريق واضح إلى فهم للكلمة واضح، وإلى معنى جديد لديكم لكنه أصيل لو تدبرتم، وإن أرتم المزيد من البيان فلنعد إلى القرآن ولن نغادر إبراهيم عليه السلام حتى يتضح أن الملك لديه من البداية حتى الختام.

أليس هو للناس الإمام وهو الذي علمه الله دون الأنام، كيف يحيي الموتى ويجمع العظام.

ألم يريه الله ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين. إن هذا هو الملك الحق إنه معرفة الله مالك الملك الملك الحق واليقين بأنه له وحده العلم بالخلق وأن الملك له وحده في اليوم الحق، إن إبراهيم قد أيقن بهذا ومنه تحقق وتوثق. ولهذا كان في قراع وحجاج الطغاة المكذبين، لا يضعف ولا يلين، بل يعتصم برب العالمين. (الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين)

لقد كان علمه من ربه عظيما، وعلمه بربه عظيما، وكان يقينه بربه وثيقا، وكان رشده من ربه حقيقا.

ولهذا فإنه يقف أمام الأصنام محطما ليحطم كل صنم في النفوس والقلوب، وكان حجاجه مع قومه هو الغالب لا المغلوب، وكان هو الآمن مما يخوفه القوم المشركون، وهم الخائفون لأنهم بغير الله يعتصمون.

(فأي الفريقين أحق بالآمن) إنه إبراهيم بلا شك، وكيف لا والله يصدر حكما حاسما في ذلك فيقول:

(الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الآمن وهم مهتدون) [الأنعام:82].

وعلى هذا لا عجب أن تكون النار بردا وسلاما على إبراهيم، لأن معه ربه الله السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار العلي العظيم، الذي آتاه الملك العظيم.

ولأن إبراهيم صاحب علم ويقين، وملك من رب العالمين، فإن الحجاج يتواصل معه من القوم المشركين وها هو كبيرهم الطاغية اللعين يحاج إبراهيم في هذا العلم الذي جاءه من ربه العليم.

ناپیژندل شوی مخ