139

هنا القرآن

هنا القرآن - بحوث للعلامة اسماعيل الكبسي

ژانرونه

وهذا ما حدث في هذه الآيات، ألا تلاحظون أن سياقها سكت عن الرسل نهائيا وانتقل، إلا الشيء المهم من بعدهم وهو حمل البلاغ عنهم.

فإذا الرسل الثلاثة لم يخرجوا من مهمتهم إلا برجل واحد آمن بهم ولكن هذا يكفي لأنهم لا يريدون كثرة الأتباع ولكن المهم هو صدق الاتباع.

ثم إن الله غني عمن كفر، ولا يزيد في ملكه من شكر، ولكنه لا يرضى لعباده الكفر ويرضى لهم الشكر.

وعلى هذا الأساس نرى الآيات تركز أكثر على دور الرجل الذي استجاب منفردا لربه وشكر واتبع الرسل ونصر.

فانظروا كيف أن سياق الآيات جعل دوره أبرز إفصاحا وأكثر إيضاحا، لقد اهتم به الله وأفرده بالحديث وجعله هو المهم في المثل، ولنقرأ:

(وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى)

هكذا جعله منكرا ليدل على أن حمل الرسالات قد يفوز بها أي رجل مهما كان موقعه في ميزان الناس فهو عظيم في ميزان الله.

إنه رجل ومن أقصى المدينة ليس من أعيانها ولا من الملأ المسرفين المترفين الذين يحبون الدنيا، كلا إنه رجل للخير يحب ويسعى، (قال ياقوم اتبعوا المرسلين * اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون)

لقد فهم الرسالة وأحب لقومه اتباعها وعرف أن الرسل مهتدون ويهدون وللأجر لا يسألون وهذا دليل على صدقهم فيما إليه يدعون فكيف لا يتبعون، إن الخير كل الخير للقوم في اتباعهم لا في اتباع المسرفين الذين يضلونهم وهم يسلبون جهودهم ويأكلون أموالهم.

وهذا هو شأن الناس مع طغاتهم يتبعون من يذلهم ويؤذي، ويكذبون من يعزهم ويهدي.

ناپیژندل شوی مخ