(وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) [آل عمران:144]
نعم ما محمد إلا رسول بلغ ما أنزل إليه من العلم وأوصل ما كلف به من الذكر وصدع بما يؤمر وبشر وأنذر وعلم وذكر ولقد علم بالبلاغ كل من حضر، وللنبي والنبوة عاصر، وآمن به وصبر، واتبع الذكر وتذكر، ولكن هل بلغه إلى من يليه من الأجيال، هل حمله إلى من يجهله من النساء والرجال؟
نعم ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وماتت وهو سيموت وقد مات فهل نحمل ما حملناه من بعده إلى غيرنا؟ أم ننقلب على أعقابنا؟ إذا انقلبنا فإن الله غني عنا ولن يتضرر بالانقلاب غيرنا لأننا أهملنا ما حملنا.
وسيكون الضرر عقاب في الدنيا والأخرى وذل لنا ولمن بعدنا، لكن الأوفياء بحمل الرسالة وتبليغ القرآن لكن الشاكرين الذاكرين المتذكرين المذكرين بالقرآن جزاؤهم على الله فإنه شكور وفي معين، وهو يزيد لمن شكر، وغني عمن كفر، ولهذا قال: (وسيجزي الله الشاكرين) وهو وعد مؤكد من أصدق القائلين، فأين الشاكرون؟ هل تدرون ما هو الشكر؟ هو الوفاء بالعهد والصدق في الوعد ولهذا سمى الله نفسه شكورا، أي: وفيا بما يعد الشاكرين، فأين أين الأوفياء بحمل الرسالة الكبرى ليجزوا من ربهم الجزاء الأوفى (ومن أوفى بعهده من الله) لا أحد إلا الله.
لقد قال الله لرسوله ولنا وللمشركين في عصرنا وقبلنا وبعدنا (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) قالها في سورة التوبة 33، وقالها في سورة الصف9، وهو وعد لا بد أن يتحقق إذا لقي من يحمله وبه صدق، فأين الصادقون؟ أين المرابطون؟ أين الصابرون على الصعاب؟ أين المتذكرون؟ (إنما يتذكر أولوا الألباب)
أيها المسلمون: ألم يقل ربكم لرسوله محمد ولكم(وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون) [سبأ:28]
ويقول: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
وإذا كان محمد قد مات؛ فكيف يكون للناس كافة بشيرا ونذيرا؟
وإذا كان محمد قد لحق برب العالمين مع غيره من المرسلين؛ فكيف يكون رحمة للعالمين؟ وكيف تصل الرحمة إليهم أجمعين؟ هل يخبر الله تعالى بما لا يكون؟ هل يقول الله سبحانه ما لا يتحقق؟
تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا (ومن أصدق من الله قيلا)
ناپیژندل شوی مخ