129

هنا القرآن

هنا القرآن - بحوث للعلامة اسماعيل الكبسي

ژانرونه

فتلك هي المهمة التي خلق لها وهي الأمانة التي حملها وهذا هو الحق الذي به خلق الله الأرض والسماوات وما بينهما، وهو الذي يدعو إليه الإنسان، ومع كل الأنبياء والمرسلين، وفي كل الكتب وفي التوراة والإنجيل والقرآن.

ألم يقل الله في هذه السورة (نزل عليك الكتاب بالحق) فالحق هو الذي يجب أن يقوم في حياة الإنسان، لأن كل شيء به محكوم، وعليه الأرض والسماوات تقوم، وتذعن للحي القيوم.

وهكذا يكون القرآن، هو الهادي إلى الحق والميزان، الذي قامت به كل الأكوان.

وبناء على هذه الحقيقة فإني اختم هذا المحور بأروع وثيقة. فلو تأملنا سور القرآن وتدبرنا الآيات بإمعان، لوجدنا أن فيه خمس سور تبدأ بالحمد لله. هي الفاتحة والأنعام والكهف وسبأ وفاطر. ثم ماذا؟

إن هناك أربعا منها تبدأ بالحمد لله على شيء عظيم فهو يحمد لأنه رب العالمين [في الفاتحة]

وهو يحمد على أنه: (الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور) [في الأنعام]

وعلى أنه (الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الإخرة وهو الحكيم الخبير) [في سبأ].

ثم وبعدها: (الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا) [في فاطر]، فهو المحمود في الأربع لأنه خلق السماوات والأرض وأبدع وأقامها على الحق الذي به الباطل يزهق، فماذا بقي بعد ذلك؟

لكنا لو عدنا إلى الوسطى أي إلى واسطة العقد في الخمس السور وهي سورة الكهف، فماذا سنجد؟

(الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا)

ناپیژندل شوی مخ