الحلة السيراء

ابن الابار d. 658 AH
92

الحلة السيراء

الحلة السيراء

پوهندوی

الدكتور حسين مؤنس

خپرندوی

دار المعارف

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٩٨٥م

د خپرونکي ځای

القاهرة

وَتوجه إِلَى الْمشرق فَلَمَّا بلغ طرابلس دلّس لَهُ كَاتبه دَاوُود القيرواني على لِسَان الرشيد كتابا بِإِقْرَارِهِ على إفريقية وأنصرافه إِلَى عمله فتمشى ذَلِك زَمَانا وَبلغ الرشيد فَغَاظَهُ وأسجل لإِبْرَاهِيم بِولَايَة إفريقية ثَانِيَة فأشتد عِنْد ذَلِك سُلْطَانه وَعظم دون الْمُلُوك الَّذين تقدموه شَأْنه وَخرج ابْن العكى من إفريقية وأعمالها وعَلى هَذِه الْحَال لم يكاف إِبْرَاهِيم على حسن مَا أسلفه فِي جَانِبه إِلَّا بأقبح الْأَفْعَال وَمن فَضَائِل إِبْرَاهِيم المأثورة وجلائل أنبائه المسطورة أَنه عَفا عَن دَاوُود كَاتب ابْن العكى وَأسْقط التثريب عَلَيْهِ وَقبل متابه فَأَمنهُ وأستعمله وَقد ذكرت ذَلِك فِي تأليفي المترجم ب إعتاب الْكتاب وَهُوَ الْقَائِل وَقد خلف أَهله بِمصْر فِي قَصده الزاب (مَا سرت ميلًا وَلَا جَاوَزت مرحلة ... إِلَّا وذكرك يثنى دائبًا عنقِي) (وَلَا ذكرتك إِلَّا بت مرتفقًا ... أرعى النُّجُوم كَأَن الْمَوْت معتنقى) الْبَيْت الأول نَظِير قَول يزِيد بن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان فِي زوجه (إِذا سرت ميلًا أَو تغنت حمامة ... دعتني دواعي الشوق من أم خَالِد) وَكَانَ مُحَمَّد بن سِيرِين يَقُول هُوَ أشوق بَيت قالته الْعَرَب وَقَالَ إِبْرَاهِيم وَهُوَ بالزاب فِي قتل ابْن الْجَارُود للفضل بن روح بن حَاتِم وَقد بلغه أَن نصر بن حبيب المهلبي أَشَارَ برد الْفضل من طَرِيقه لِأَنَّهُ خَافَ

1 / 94