الحلة السيراء
الحلة السيراء
پوهندوی
الدكتور حسين مؤنس
خپرندوی
دار المعارف
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٩٨٥م
د خپرونکي ځای
القاهرة
وَيُقَال إِن ربيعَة لما مدحه بِهَذِهِ القصيدة استبطأ بره وصلته فَقَالَ
أَرَانِي وَلَا كفران لله رَاجعا لَا بخفى حنين من يزِيد بن حَاتِم
فَبلغ ذَلِك يزِيد فَدَعَا بِهِ وَقَالَ أنزعوا خفيه فَنَزَعَا وَهُوَ خَائِف من عُقُوبَته على ذكره خَفِي حنين فملأهما لَهُ دَرَاهِم ودنانير وَكَانَا كبيرين كأخفاف الْجند ثمَّ وَصله بعد ذَلِك بصلات جزيلة وَهَذِه الْقِصَّة شَبيهَة بِقصَّة أبي الْعَتَاهِيَة مَعَ عمر بن الْعَلَاء حِين أمتدحه بقصيدته الَّتِي يَقُول فِيهَا
(إِنِّي أمنت من الزَّمَان وريبه ... لما علقت من الْأَمِير حِبَالًا)
(لَو يَسْتَطِيع النَّاس من إجلاله ... لحذوا لَهُ حر الخدود نعالا)
(مَا كَانَ هَذَا الْجُود حَتَّى كنت يَا ... عمر وَلَو يَوْمًا تَزُول لزالا)
(إِن المطايا تشتكيك لِأَنَّهَا ... قطعت إِلَيْك سباسبًا ورمالا)
(فَإِذا وردن بِنَا وردن مخفة ... وَإِذا صدرن بِنَا صدرن ثقالا)
فَتَأَخر عَنهُ بره قَلِيلا فَكتب إِلَيْهِ يستبطئه
(أَصَابَت علينا جودك الْعين يَا عمر ... وَعز لما نبغي التمائم والنشر)
(سنرقيك بالأشعار حَتَّى تملها ... فَإِن لم تفق مِنْهَا رقيناك بالسور)
وَقَالَ أَيْضا
(يَا ابْن الْعَلَاء وَيَا ابْن القرم مرداس ... إِنِّي لأطريك فِي صحبي وجلاسي)
(أثني عَلَيْك ولي حَال تكذبني ... فِيمَا أَقُول فأستحيي من النَّاس)
(حَتَّى إِذا قيل مَا أَعْطَاك من صفد ... طأطأت من سوء حَالي عِنْدهَا رَأْسِي)
فَأمر حَاجِبه أَن يدْفع إِلَيْهِ المَال وَقَالَ لَا تدخله على فَإِنِّي أستحي مِنْهُ وروى أَنه وَصله عَلَيْهَا بسبعين ألف دِرْهَم فحسدته الشُّعَرَاء وَقَالُوا لنا بِبَاب
1 / 75