حلل سندسي
الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية (الجزء الأول)
ژانرونه
ومعدل كثافة السكان بالنسبة إلى مساحة الأرض هو 40 نسمة في الكيلومتر الواحد، هذا بالتعديل المتوسط. وأسباب عدم تزايد السكان كما في الممالك الأخرى، لا تنحصر في المهاجرة، بل هناك أسباب أخرى، مثل عدم التناسب في توزيع الأراضي، ومثل فدح الضرائب، ومثل التعامل بالربا، ومن جملة هذه الأسباب ندور الحراج والغابات، فالناس يرحلون إلى أميركة من الفقر ولا سيما من بلاد البشكونس ولاردة ووشقة وجيرونة. وأكثر الذين يرحلون من الجنوب هم أهالي المرية والقنت، ففي السنة يرحل زهاء مائتي ألف، وهم يرحلون إلى المكسيك والأرجنتين وسائر أمريكا. ومنهم من يرحل إلى المغرب وإلى الجزائر. وفي عمالة وهران 175 ألف أسبانيولي.
هوامش
الفصل الثاني
أقوال العرب عن جغرافية الأندلس
(1) قول ابن حوقل
قال ابن حوقل الذي خرج راحلا من مدينة السلام سنة 331، ووصف جميع ما شاهده؛ وأما الأندلس فجزيرة كبيرة فيها عامر وغامر، وطولها دون الشهر في عرض نيف وعشرين مرحلة، وتغلب عليها المياه الجارية والشجر والثمر والرخص والسعة في الأحوال من الرقيق الفاخر والخصب الظاهر، إلى أسباب التملك الفاشية من أكثرهم، ولما هم بها من رغد العيش وسعته وكثرته. يملك ذلك أهل مهنهم وأرباب صنائعهم لقلة مؤنهم وصلاح بلادهم. ويساوي ملكهم بقلة شغله وسقوط تكلفه بشيء يحذره وحال يخافه، إذ لا خوف عليه ولا رقبة لأحد من أهل جزيرته مع عظم مرافقه وجباياته ووفور خزائنه وأمواله. ومما يدل بالقليل منه على كثيره أن سكة دار ضربه على الدنانير والدراهم ضريبتها في كل سنة مائتا ألف دينار، يكون، عن صرف سبعة عشر بدينار، ثلاثة آلاف ألف درهم وأربعمائة ألف درهم، هذا إلى صدقات البلد وجباياته وخراجاته وأعشاره وضماناته ومراصده والأموال المرسومة الواردة والصادرة والجوالي والرسوم على بيوع الأسواق. ومن أعجب أحوال هذه الجزيرة بقاؤها على من هي في يدهم من صغر أحلام أهلها وضعة نفوسهم ونقص عقولهم وبعدهم من البأس والشجاعة والفروسية والبسالة ولقاء الرجال ومراس الأنجاد والأبطال، وعلم موالينا
1
عليهم السلام بمحلها في نفسها ومقدار جباياتها ومواقع نعمها ولذاتها.
2
فأما مغرب هذه الجزيرة، فمن مدخل هذا الخليج المذكور
ناپیژندل شوی مخ