271

حلل سندسي

الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية (الجزء الأول)

ژانرونه

وبطليوس وقرطبة. قال ابن غالب: وهم كثير بالأندلس، وفيه خلاف، قيل: إن حضرموت هو ابن قحطان، وقيل هو حضرموت بن قبس ابن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن جيدان بالجيم بن قطن ابن العريب بن الغرز بن نبت بن أيمن بن الهيسع بن حمير. كذا نسق النسب الحازمي ومن أهل الأندلس من ينتسب إلى سلامان، ومنهم الوزير لسان الدين بن الخطيب حسبما ذكر في محله.

وقد رأيت أن أسرد هنا أسماء ملوك الأندلس من لدن الفتح إلى آخر ملوك بني أمية، وإن تقدم، ويأتي ذكر جملة منهم بما هو أتم مما هنا فنقول: طارق ابن زياد مولى موسى بن نصير، ثم الأمير موسى بن نصير، وكلاهما لم يتخذ سرير السلطنة ثم عبد العزيز بن موسى بن نصير، وسريره أشبيلية، ثم أيوب بن حبيب اللخمي وسريره قرطبة. وكل من يأتي بعده فسريره قرطبة، والزهراء والزاهرة بجانبيها، إلى أن انقضت دولة بني مروان، على ما ينبه عليه، ثم الحر بن عبد الرحمن الثقفي، ثم السمح بن مالك الخولاني، ثم عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي، ثم عنبسة بن سحيم الكلبي، ثم عذرة بن عبد الله الفهري، ثم يحيى بن سلمة الكلبي، ثم عثمان بن أبي نسعة الخثعمي، ثم حذيفة بن الأحوص القيسي، ثم الهيثم بن عبيد الكلابي ثم محد بن عبد الله الأشجعي، ثم عبد الملك بن قطن الفهري، ثم بلج، ثم بشر ابن عياض القشيري، ثم ثعلبة بن سلامة العاملي، ثم أبو الخطار بن ضرار الكلبي، ثم ثوابة بن سلامة الجذامي، ثم يوسف بن عبد الرحمن الفهري. وههنا انتهى الولاة الذين ملكوا الأندلس من غير موارثة، أفرادا عددهم عشرون، فيما ذكر بن سعيد، ولم يتعدوا في السمة لفظ الأمير قال ابن حيان: مدتهم، منذ تاريخ الفتح من لذريق سلطان الأندلس النصراني، وهو يوم الأحد لخمس خلون من شوال سنة اثنتين وتسعين إلى يوم الهزيمة على يوسف بن عبد الرحمن الفهري، وتغلب عبد الرحمن بن معاوية المرواني على سرير الملك بقرطبة، وهو يوم الأضحى لعشر خلون من ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين ومائة - ست وأربعون سنة وخمسة أيام. ا.ه.

ثم كانت دولة بني أمية، أولهم عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك ثم ابنه هشام الرضي. ثم ابنه الحكم بن هشام. ثم ابنه عبد الرحمن الأوسط. ثم ابنه محمد بن عبد الرحمن. ثم ابنه المنذر بن محمد. ثم أخوه عبد الله بن محمد. ثم ابن عمه عبد الرحمن الناصر بن محمد بن عبد الله. ثم ابنه الحكم المستنصر، وكرسيهما الزهراء. ثم هشام ابن الحكم. وفي أيامه بني حاجبه المنصور بن أبي عامر الزاهرة . ثم المهدي محمد بن هشام بن عبد الجبار بن الناصر. وهو أول خلفاء الفتنة، وهدمت في أيامه الزهراء والزاهرة، وعاد السرير إلى قرطبة. ثم المستعين سليمان بن الحكم بن سليمان بن الناصر، ثم تخللت دولة بني حمود العلويين، وأولهم الناصر علي بن حمود العلوي الإدريسي. ثم أخوه المأمون القاسم بن حمود. ثم كانت دولة بني أمية الثانية وأولها المستظهر عبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار بن الناصر. ثم المستكفي محمد ابن عبد الرحمن بن عبد الله. ثم المعتمد هشام بن محمد بن عبد الملك بن الناصر، وهو آخر خلفاء الجماعة بالأندلس. وحين خلع أسقط ملوك الأندلس الدعوة للخلافة المروانية، واستبدت ملوك الطوائف كابن جهور في قرطبة، وابن عباد بأشبيلية، وغيرهما، ولم يعد نظام الأندلس إلى شخص واحد إلى أن ملكها يوسف بن تاشفين الملثم من بر العدوة، وفتك بملوك الطوائف، وبعد ذلك ما خلصت له ولا لولده علي ابن يوسف، لأن بني هود نازعوه في شرقها بالثغر، إلى أن جاءت دولة عبد المؤمن وبنيه. فما صفت لعبد المؤمن بمحمد بن مردنيش الذي كان ينازعه في شرق الأندلس ثم صفت ليوسف بن عبد الرحمن بموت ابن مردنيش، ثم لمن بعده من بنيه، وحضرتهم مراكش. وكانت ولاتهم تتردد على الأندلس وممالكها، ولم يولوا على جميعها شخصا واحد لعظم ممالكها، إلى أن انقرضت منها دولتهم بالمتوكل محمد بن هود من بني هود، ملوك سرقسطة، وجهاتها، فملك معظم الأندلس بحيث يطلق عليه اسم السلطان، ولم ينازعه فيها إلا زيان بن مردنيش في بلنسية من شرق الأندلس، وابن هلالة طبيرة من غرب الأندلس. ثم كثرت عليه الخوارج قريب موته ولما قتله وزيره ابن الرميمي بالمرية زاد الأمر إلى أن ملك بنو الأحمر. وكان عرب أهل الأندلس في المائة السابعة يخطبون لصاحب أفريقية السلطان أبي زكريا يحيى ابن أبي محمد عبد الواحد بن أبي حفص. ثم تقلصت تلك الظلال، ودخل الجزيرة الانحلال، إلى أن استولى عليها حزب الضلال. والله وارث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.

هوامش

الفصل الثالث

نظرة إجمالية

إن أسبانية والبرتغال ليستا على وجه الإجمال معروفتين حق المعرفة عند الناس ومهما اتسعت المعلومات عنهما فالناس تعلم عن أكثر البلدان الأوربية ما لا تعلمه عنهما، لأن الممالك المعدودة كأنموذجات للمدنية الحاضرة، والعواصم التي يقصد إليها السياح لأجل الفرجة والاستشفاء أو البحث. ويؤمها الطلبة لأجل تحصيل العلوم، ليست في أسبانية ولا في البرتغال، وإذا رجعنا إلى طبيعة الأرض، وبداعة المناظر فليس في الجزيرة الأيبيرية في الحقيقة من تنوع المناظر الساحرة ما في إيطالية مثلا، كما أن السائح لا يرى فيها تلك المروج الزمردية، والبحيرات اللطيفة، والجبال الشامخة، المعممة بالثلج، ولا مسارح اللمحات التي يراها في سويسرة، ولكن مما لا جدال فيه أن مواقع معدودة من أسبانية والبرتغال تعد من أبدع مواقع العالم، وأنها المثل الأعلى من جهة الجنان والبساتين.

أما من جهة المدنية فهي في جنوبي أسبانية راجعة إلى أشد أدوار التاريخ توغلا في القدم، وقد كان للفينقيين في هذه البلاد دور طويل عريض، وقد أثروا فيها آثارا لا تزال بقاياها ماثلة إلى الآن، ثم جاء الرومانيون، وكانت لهم طبيعة عمرانية معروفة لهم شرقا وغربا، فوجدوا مجال العمل في أسبانية ذا سعة، فعملوا، وبنوا، وأثروا، وأثلوا، وتركوا آثارا ناطقة بفضلهم، وجسورا وأقنية معلقة منبئة عن شأوهم، وملاهي وهياكل، كالتي في ماردة، وطركونة، ومربيطر، وغيرها مما لا يدرسه الزمان، ولا ينال منه الحدثان.

وجاء بعد ذلك العرب فأثلوا في الجزيرة الأيبيرية، أو الجزيرة الأندلسية على رأيهم، حضارة عربية شرقية بلغت من الأبهة، والفراهة، وسلامة الذوق، سدرة المنتهى، فلا تكاد تمر بمكان إلا للعرب فيه آثار باهرة، وعنهم أخبار تتحدث بها السامرة، ولا يزال نظام سقيا الجنان، وتوزيع المياه على الأرضين، هو النظام الذي رتبوه في أيامهم، ثم إنه لا ينكر أن الفن المسيحي، سواء في القرون الوسطى، أو من بعد عهد النهضة

Renaissance

ناپیژندل شوی مخ