حلل سندسي
الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية (الجزء الأول)
ژانرونه
كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
وكان عباد بن محمد بن عباد قد تلقب بالمعتضد، واقتفى سيرة المعتضد العباسي أمير المؤمنين. وتلقب ابنه محمد بن عباد بالمعتمد. وكانت لبني عباد مملكة أشبيلية، ثم انضاف إليها غيرها. وكان خلفاء بني أمية يظهرون للناس في الأحيان على أبهة الخلافة، ولهم قانون في ذلك معروف إلى أن كانت الفتنة، فاذدرت العيون ذلك الناموس، واستخفت به. وقد كان بنو حمود من ولد إدريس العلوي، الذين توثبوا على الخلافة في أثناء الدولة المروانية بالأندلس، يتعاظمون، ويأخذون أنفسهم بما يأخذها خلفاء بني العباس، وكانوا إذا حضرهم منشد لمدح، أو من يحتاج إلى الكلام بين أيديهم، يتكلم من وراء حجاب، والحاجب واقف عند الستر يجاوب بما يقوله له الخليفة. ولما حضر ابن مقانا الأشبوني أمام حاجب إدريس بن يحيى الحمودي، الذي خطب له بالخلافة في مالقة، وأنشده قصيدته المشهورة النونية التي منها قوله:
وكأن الشمس لما أشرقت
فانتشت عنها عيون الناظرين
وجه إدريس بن يحيى بن علي
بن حمود أمير المؤمنين
وبلغ فيها إلى قوله:
انظرونا نقتبس من نوركم
إنه من نور رب العالمين
رفع الخليفة الستر بنفسه وقال: انظر كيف شئت. وانبسط مع الشاعر وأحسن إليه. ولما جاء ملوك الطوائف صاروا يتبسطون للخاصة، وكثير من العامة، ويظهرون مداراة الجند وعوام البلاد، وكان أكثرهم يحاضر العلماء والأدباء، ويحب أن يشهر عند ذلك. عند مباديه في الرياسة. ومذ وقعت الفتنة بالأندلس، اعتاد أهل الممالك المتفرقة الاستبداد على إمام الجماعة، وصار في كل جهة مملكة مستقلة يتوارث أعيانها الرياسة، كما يتوارث ملوكها الملك، ومرنوا على ذلك، فصعب ضبطهم إلى نظام واحد، وتمكن العدو منهم بالتفرق، وعداوة بعضهم لبعض، بقبيح المنافسة والطمع إلى أن انقادوا إلى عبد المؤمن وبنيه، وتلك القواعد في رؤوسهم كامنة، والثوار في المعاقل تثور، وتروم الكرة، إلى أن ثار ابن هود، وتلقب بالمتوكل، ووجد القلوب منحرفة عن دولة بر العدوة،
ناپیژندل شوی مخ