حلل سندسي
الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية (الجزء الأول)
ژانرونه
مجتلى مرأى وريا نفس
فسنى صحبتها من شنب
ودجى ظلمتها من لعس
فإذا ما هبت الريح صبا
صحت: وا شوقي إلى الأندلس!
وقد تقدمت هذه الأبيات. قال ابن سعيد: قال ابن خفاجة هذه الأبيات وهو بالمغرب الأقصى، في بر العدوة، ومنزله في شرق الأندلس بجزيرة شقر . وقال ابن سعيد في المغرب ما نصه: قواعد من كتاب الشهب الثاقبة، في الإنصاف بين المشارقة والمغاربة، أول ما تقدم الكلام على قاعدة السلطنة بالأندلس فنقول: إنها مع ما بأيدي عباد الصليب منها، أعظم سلطنة، كثرت ممالكها، وتشعبت في وجوه الاستظهار للسلطان إعانتها، وندع كلامنا في هذا الشأن وننقل ما قاله ابن حوقل النصيبي في كتابه، لما دخلها في مدة خلافة بني مروان بها، في المائة الرابعة، وذلك أنه لما وصفها قال: وأما جزيرة الأندلس فجزيرة كبيرة، طولها دون الشهر، في عرض نيف وعشرين مرحلة، تغلب عليها المياه الجارية، والشجر والثمر، والرخص والسعة في الأحوال، من الرقيق الفاخر، والخصب الظاهر، إلى أسباب التملك الفاشية فيها، ولما هي به من أسباب رغد العيش، وسعته وكثرته، يملك ذلك منهم متهانهم، وأرباب صنائعهم، لقلة مؤنتهم، وصلاح معاشهم وبلادهم. ثم أخذ في عظم سلطانها، ووصف وفور جباياته، وعظم مرافقه، وقال في أثناء ذلك: ومما يدل بالقليل منه على كثيره، أن سكة دار ضربه على الدراهم والدنانير، دخلها في كل سنة، مائتا ألف دينار، وصرف الدينار سبعة عشر ردهما، هذا إلى صدقات البلد وجباياته، وخراجاته وأعشاره، وضماناته، والأموال المرسومة على المراكب الواردة والصادرة، وغير ذلك.
653
وذكر ابن بشكوال أن جباية الأندلس بلغت في مدة عبد الرحمن الناصر خمسة آلاف ألف دينار وأربعمائة ألف وثمانين ألفا من السوق، والمستخلص
654
سبعمائة ألف وخمسة وستون ألف دينار
ناپیژندل شوی مخ