حلل سندسي
الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية (الجزء الأول)
ژانرونه
من أقاليم أشبيلية وجدت صورة جارية من مرمر، معها صبي، وكأن حية تريده، لم يسمع في الأخبار، ولا رؤى في الآثار، صورة أبدع منها، جعلت في بعض الحمامات، وتعشقها جماعة من العوام. وفي كورة ماردة حصن «شنت أفرج»
567
في غاية الارتفاع، لا يعلوه طائر البتة، لا نسر ولا غيره.
ومن عجائب الأندلس البلاط الأوسط من مسجد جامع «أقليش»
568
فإن طول كل جائزة منه مائة شبر واحد عشر شبرا، وهي مربعة منحوتة، مستوية الأطراف.
وقال بعض من وصف أشبيلية إنها مدينة عامرة، على ضفة النهر الكبير المعروف بنهر قرطبة، وعليه جسر مربوط بالسفن، وبها أسواق قائمة، وتجارات رابحة، وأهلها ذوو أموال عظيمة، وأكثر متاجرهم الزيت، وهو يشتمل على كثير من إقليم الشرف. وإقليم الشرف على تل عال، من تراب أحمر، مسافته أربعون ميلا في مثلها، يمشي به السائر في ظل الزيتون والتين. ولها فيما ذكر بعض الناس قرى كثيرة، وكل قرية عامرة بالأسواق، والديار الحسنة والحمامات وغيرها من المرافق.
وقال صاحب «منهاج الفكر» عند ذكر أشبيلية: وهذه المدينة من أحسن مدن الدنيا، وبأهلها يضرب المثل في الخلاعة، وانتهاز فرصة الزمان الساعة بعد الساعة. ويعينهم على ذلك واديها الفرج، وناديها البهج، وهذا الوادي يأتيها من قرطبة، ويجزر في كل يوم. ولها جبل الشرف،
569
وهو تراب أحمر، طوله من الشمال إلى الجنوب أربعون ميلا، وعرضه من المشرق إلى المغرب اثنا عشر ميلا، يشتمل على مائتين وعشرين قرية، قد التحفت بأشجار الزيتون واشتملت. انتهى.
ناپیژندل شوی مخ