أو يحتمل أن يريد: وهن ذوات وقوف، فحذف المضاف، فيكون الوقوف مصدرًا ويكون وضع المصدر موضع اسم الفاعل، ويكون هذا نظير قولهم: فلان عدل.
أو يكون التقدير: ذو عدل، أو يكون عدل بمعنى عادل، ونحوه قول الخنساء:
تَرْتَعُ ما رَتَعَتْ حتَّى إذا ادَّكرتْ ... فإنَّما هِيَ إقبالٌ وإدْبارُ
وقوله: ينتظرن قضاءه: جملة في موضع الحال من الضمير في وقوف أو في موضع الصفة لوقوف.
وقوله: وهو ضامز جملة في موضع الحال أيضًا، فالباء في قوله: بضاحي بمعنى في، والتقدير: وهن وقوف في ضاحي عذاه.
هذا هو المعنى، ولكن لا يجب لك أن تحمله على هذا؛ لأنك تحول بين الصلة والموصول، لأن ما بعد القضاء من صلة المصدر، فيجب أن يكون ظرفًا للقضاء، لا للوقوف.
والقتود: أعواد الرحل، والجأب: الحمار الغليظ.
والمطرد: الذي طرده القناص عن الماء.
ومعنى لاحته: غيرته.
والجداد: الأتن التي ذهبت ألبانها، واحدتها: جدود، وكذلك: الغوارز والحقب: جمع أحقب، وهو الذي في موضع الحقيبة منه بياض.
والظمء: ما بين الشرب إلى الشرب، ومعنى: طوى ظمئيها: أي جعل الظمئين ظمئًا واحدًا؛ خوفًا من النهوض إلى الماء، فهو أشد لعطشها وعطشه!.
وبيضة القيظ: شدة حره.
والشعريان: كوكبان يقال لأحدهما: الشعري العبور، والثاني: الشعرى الغميصاء، وعنانهما: أول حرهما.
والأماعز: المواضع الكثيرة الحجارة.
وأعراف: موضع مرتفع.
والركى: جمع ركية، وهي البئر.
والنواكز: الذي جف بعض مائها، شبه عيونها بها لغوورها من شدة الجهد.
وتدنو: تقرب من الغروب.
يقول: ترقب مغيب الشمس لتنهض نحو الماء.
وأنشد أبو القاسم في هذا الباب:
لقد علمت أُوَلى المغِيرة أَنَّنِي ... لحقتُ فَلَمْ أَنْكُلْ عن الضَّرْبِ مِسمَعَا
هذا البيت للمرار الأسدي.
والمغيرة: الخيل - تقال: بكسر الميم وضمها.
معنى أنكل أجبن وأتأخر.
وأنشد سيبويه هذا البيت شاهدًا على إعمال المصدر، وفيه الألف واللام.
ومن النحويين من لا يجيز إعمال المصدر وفيه ألف ولام، وينصب مسمعًا لحقت لا ب الضرب.
وحجتهم أن الألف واللام تبعد المصدر عن شبه الفعل، وكذلك اسم الفاعل عندهم، لا يعمل إذا كانت فيه الألف واللام، وينصبون ما بعده بفعل مضمر، أو على التشبيه بالمفعول به.
يروي كررت فلم أنكل، وهذا أقرب إلى أن يكون حجةً لنصب مسمع لا بالضرب، لأنه لوعدي إليه كررت لقال: على مسمع.
وقد يسوغ لمن أنكر هذا: أن يحتج بأن الشاعر حذف حرف الجر، كما قالوا: - أنبأت زيدا، يريدون: عن زيد، كقول الشاعر:
أَمَرتُكَ الخبْرَ، فافعل ما أُمِرتَ به ... فقد تركْتُكَ ذا مال وذا نَشَب
على أن أبا علي الفارسي، قد علل هذا، بأن قال: حرف الجر لا يحذف، إن وجدت عنه مندوحة.
وبعد هذا البيت:
وإِنَّي لأَعْدِي الخيْلَ تَعْثُر بالقنا ... حفاظا على المولى الحريد ليمنعا
ونحن جَلَبْنا الخَيْلَ من سُوقِ حِمْيرٍ ... إلى أن وطِئْنَا أرض خثْعَمَ نُزَّعَا
وأنشد أبو القاسم في باب تعريف العدد:
وَهَلْ يُرْجِع النَّسْلمَ، أو يكشفُ العَمَى ... ثلاثُ الأَثَافِي، والرسومُ البلاقِعُ
هذا البيت: لذي الرمة.
واسمه: غيلان بن عقبة، بن بهيش، ويكنى: أبا الحارث.
وغيلان اسم مرتجل، مشتق من الغيلة، وهي: أن ترضع المرأة وهي حامل، أو من الغيلة وهي المكر والخديعة، ونحو هذا مما يتشعب من هذه الكلمة، وقد ذكرنا عقبة فيما تقدم، من قول عقية الأسدي فأغنى ذلك عن إعادته ها هنا.
وبهيش: منقول؛ لأنه تصغير بهش، وهو ظاهر.
والحارث: منقول من حرث إذا اكتسب، والحارث أيضًا: الناكح، يقال: حرث المرأة إذا نكحها، ويقال للمرأة: حرث قال الله ﷿: " نساؤكم حرث لكم "، وقال الشاعر: يلغز بذلك.
إذا أكَلَ الجرادُ حُرُوثَ قوْم ... فَحرْثي هَمُّهُ أكْلُ الجرادِ
وأما تلقيبه: ذو الرمة فاختلف فيه.
فزعم قوم: أنه يلقب بذلك لقوله - في صفة الوتد:
لم يُبْقِ مِنْها أبَدُ الأبِيدِ ... غيرَ ثلاثٍ ما ثِلاَث سُود
وغيرَ مَرْصُوخِ القفا مَوْتُود ... أَشعثَ باقي رُمَّةَ التَّقْليد
1 / 28