قط الا على قوم عاد. (1)
وروي عن الامام ابي جعفر عليه السلام انه قال : ان لله جنودا من الرياح يعذب بها من يشاء ممن عصاه ، ولكل ريح منها ملك موكل بها ، فاذا اراد الله ان يعذب قوما بنوع من العذاب اوحى الى الملك الموكل بذلك النوع من الريح التي يريد ان يعذبهم بها ، قال : فيأمر بها الملك فتهيج كما يهيج الاسد المغضب.
قال : ولكل ريح منهن اسم ، اما تسمع قوله تعالى : ( كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر ، انا ارسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر ) وقال تعالى : ( الريح العقيم ) (2) وقال : ( ريح فيها عذاب اليم ) وقال : ( واصابها اعصار فيه نار فاحترقت ) وماذكر من الرياح التي يعذب الله بها من عصاه ؛ الخبر. (3)
ان الله عز وجل رؤوف رحيم بعباده المخلصين ، ولا يسلط عليهم العذاب الا من بعد ان يبعث لهم رسولا يدعوهم الى عبادته واطاعة اوامره والنهي عن المحرمات والسير على سراطه المستقيم ، واذا عصوا الله وتمادوا وازدادوا في عصيانهم ، يرسل عليهم العذاب ، وقال تعالى ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) (4)، والعذاب الذي يسلطه على عباده العاصين والمذنبين يختلف حسب ما يراه سبحانه وتعالى مناسبا وصالحا لتلك الامة ولؤلائك القوم ، مرة يبعث عليهم الزلزال ، واخرى الفيضان ، واخرى الدم والضفادع ، ومرة اخرى الريح على انواعها ، ومرة اخرى يسلط بعضهم على بعض ، والى غير ذلك.
مخ ۷۹