وهنا نرى في قصة النبي سليمان عليه السلام ومن خلال الآيات المباركة المذكورة في القرآن الكريم نرى امتحان سليمان بواسطة جسد خالي من الروح القي على كرسيه وامام عينه ( ولقد فتنا سليمان والقينا على كرسيه جسدا ثم اناب ) (1).
وقد اورد المفسرون والمحدثون تفسيرات متعددة في هذا المجال وافضلها ما يلي :
ان سليمان عليه السلام كان متزوجا من عدة نساء ، وكان يأمل ان يرزق باولاد صالحين شجعان ليساعدون على ادارة شؤون البلاد وجهاد الاعداء.
فحدث نفسه يوما قائلا : لاطوفن على نسائي كي ارزق بعدد من الاولاد لعلهم يساعدوني في تحقيق اهدافي ، وغفل ان يقول : « ان شاء الله ».
بعد تمام حديثه مع نفسه ، وغفل عن تلك العبارة التي تبين توكل الانسان على الله سبحانه وتعالى في كل الامور والاحوال ، فلم يرزق سوى ولد ميت ناقص الخلقة ، جيء به والقي على كرسي سليمان عليه السلام .
بعد ذلك غرق سليمان عليه السلام في تفكير عميق ، وتألم لكونه غفل عن الله تعالى لحظة واحدة ، واعتمد على قواه الذاتية ، فتاب الى الله وعاد اليه.
وهناك تفسير آخر لهذه الآية المباركة هو :
ان الله تعالى امتحن سليمان بمرض شديد ، بحيث طرحه على كرسيه كالجسد بلا روح من شدة المرض.
وفي نهاية الأمر تاب سليمان الى الله ، واعاد الله اليه صحته ، وعاد كما كان سابقا ، هذا المراد من قوله : « ثم اناب ».
بعد رجوعه الى الله كرر توبته وطلب سليمان من ربه ملكا عظيما لم
مخ ۲۴۸