198

حسن الخلق ، وبسط البشر ، فان من احسن خلقه احبه الاخيار وجانبه الفجار.

واقنع بقسم الله ليصفو عيشك ، فان اردت ان تجمع عز الدنيا فاقطع طمعك مما في ايدي الناس فانما بلغ الانبياء والصديقون ما بلغوا بقطع طمعهم.

يا بني : لا تعلق نفسك بالهموم ولا تشغل قلبك بالاحزان ، واياك والطمع ، وارض بالقضاء واقنع بما قسم الله لك.

يا بني : سيد اخلاق الحكمة دين الله تعالى ، ومثل الدين كمثل الشجرة الثابتة ، فالايمان بالله ماؤها ، والصلاة عروقها ، والزكاة جذعها ، والتآخي في الله شعبها ، والاخلاق الحسنة ورقها ، والخروج عن معاصي الله ثمرها ، ولا تكمل الشجرة الا بثمرة طيبة ، كذلك الدين لا يكمل الا بالخروج عن المحارم.

يا بني : لكل شيء علامة يعرف بها وان للدين ثلاث علامات : العفة ، والعلم ، والحلم. (1)

في الرزق :

يا بني : ليعتبر من قصر يقينه وضعفت نيته في طلب الرزق ، ان الله تبارك وتعالى خلقه في ثلاثة احوال من امره واتاه رزقه ولم يكن له في واحدة منها كسب ولا حيلة ، والله تبارك وتعالى سيرزقه في الحالة الرابعة.

1 واما اول ذلك : فكان في رحم امه يرزقه هناك في قرار مكين حيث لا يؤذيه حر ولا برد.

2 ثم اخرجه من ذلك واجرى له رزقا من لبن امه يكفيه به ويربيه من غير حول ولا قوة.

مخ ۲۱۳