كان يوسف يعتقد ان جانبا كبيرا من الاضطرابات الحاصلة في ذلك المجتمع الكبير ، والظلم والجور كله ناشئ من القضايا الاقتصادية ، واراد من هذا حل تلك المشاكل ومساعدة المستضعفين من الناس واسترداد حقوقهم المغصوبة من الظالمين ، لاجل هذا طلب من الملك منصب الامانة على الخزائن فوافق الملك على طلبه واستلم المنصب الجديد.
لقاء يوسف باخوته :
لما اشتد القحط والجفاف على مصر والبلدان المحيطة بها واشتد الضيق والجوع بالشعوب ، اخذوا يرسلون تجارهم واولادهم لشراء الحبوب والطعام من خزائن الملك ، ومن جملة الذين دخلوا مصر اخوة يوسف ، وذلك بعدما اضطر يعقوب ان يرسل جميع اولاده ما عدا بنيامين الذي ابقاه عنده بعد غياب يوسف لشراء الطعام.
فلما وصلت القافلة ودخلوا على يوسف ، فعرفهم ولم يعرفوه ، ( وجاء اخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون ).
رحب بهم يوسف وطلبوا منه المساعدة بعدما شرحوا له قصة ابيهم والالم الذي يحيط به على فقد ابنه الذي اكله الذئب.
كان اخوة يوسف عشرة فاعطاهم عشرة احمال من الحنطة والحبوب ، فزاد عليهم حملان آخران ، وقال لهم : اني ارى في وجوهكم النبل والرفعة ، فاطلب منكم ان تأتوني باخيكم الذي بقي عند ابيه في سفرتكم القادمة الى مصر ، وختم كلامه بتهديد مبطن لهم ، وهو انني سوف امنع عنكم الحبوب اذا لم تأتوني باخيكم ، وكان يوسف يحاول بشتى الطرق ان يلتقي باخيه بنيامين ويبقيه عنده.
مخ ۱۵۵