ذي القرنين حيث استفاد من قطع الحديد وقد فصلها بالنار ثم غطاها بالنحاس المذاب في بناء السد كي تمتنع عن التلف والصدأ اذا تعرضت للهواء والرطوبة.
10 والدرس الآخر هو ، مهما كان الانسان قويا ومتمكنا وعالما وصاحب انجازات كبيرة ، فعليه ان لا يغتر بنفسه ويقول ما قاله « ذو القرنين » هذا رحمة من ربي وكما تعلمون الرياء يذهب ثواب الاعمال ويبطلها ويبتعد عن الله ، وكل شيء الى زوال واضمحلال مهما كان محكما وصلدا ...
اليس الجدير بنا ان نقف امام هذه النقاط المختصرة في عباراتها والمفصلة في معانيها وقفة متفكر ومعتبر كيف نعتبر منها ونعمل على ضوئها حتى نتمكن ان نقف بوجه الاستبداد والطاغوت والمحاريبن لديننا ودنيانا.
حكمه ومواعظه :
الدرس المهم الآخر الذي نستفيده من قصة « ذي القرنين » هي حكمه ومواعظه ومحادثاته مع الآخرين ، نختصر منها ما يلي :
عن ابي وائل ، عن وهب قال : وجدت في بعض كتب الله عز وجل ان ذا القرنين لما فرغ من عمل السد انطلق على وجهه ، فبينما هو يسير ومعه جنوده ، اذ مر على شيخ يصلي فوقف عليه بجنوده حتى انصرف من صلاته.
فقال له ذو القرنين : كيف لم يروعك ما حضرك من جنودي؟
قال : كنت اناجي من هو اكثر جنودا منك ، واعز سلطانا ، واشد قوة ، ولو صرفت وجهي اليك لم ادرك حاجتي قبله.
قال له ذو القرنين : هل لك ان تنطلق معي فاواسيك بنفسي ، واستعين بك على بعض امري؟
قال : نعم ان ضمنت لي اربع خصال : نعيما لا يزول ، وصحة لا سقم فيها ،
مخ ۱۲۸