Hukm al-Samaa
حكم السماع
ایډیټر
حماد سلامة
خپرندوی
مكتبة المنيار
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۰۸ ه.ق
د خپرونکي ځای
الأردن
ژانرونه
فالسؤال عن مثل هذا أن يقال: هل ما يفعله هؤلاء طريق وقربة وطاعة الله تعالى يحبها الله ورسوله أم لا؟ وهل يثابون على ذلك أم لا؟ وإذا لم يكن هذا قربة وطاعة وعبادة لله، ففعلوه على أنه قربة وطاعة وعبادة وطريق إلى الله تعالى. هل يحل لهم هذا الاعتقاد؟ وهذا العمل على هذا الوجه؟
[ حقيقة القُرب والطاعات ] :
وإذا كان السؤال على هذا الوجه لم يكن للعالم المتبع للرسول - ﷺ - أن يقول : إن هذا من القرب والطاعات ، وأنه من أنواع العبادات ، وأنه من سبيل الله تعالى وطريقه الذي يدعو به هؤلاء إليه ، ولا أنه مما أمر الله تعالى به عباده : لا أمر إيجاب ، ولا أمر استحباب ، وما لم يكن من الواجبات والمستحبات فليس هو محموداً . ولا حسنة ، ولا طاعة ، ولا عبادة ، باتفاق المسلمين .
فمن فعل ما ليس بواجب ولا مستحب على أنه من جنس الواجب أو المستحب فهو ضال مبتدع ، وفعله على هذا الوجه حرام بلا ريب . لا سيما كثير من هؤلاء الذين يتخذون هذا السماع المحدث طريقاً يُقَدِّمونه على سماع القرآن وجداً وذوقاً . وربما قدموه عليه اعتقاداً ، فتجدهم يسمعون القرآن بقلوب لاهية، وألسن لاغية، وحركات مضطربة، وأصوات لا تقبل عليه قلوبهم، ولا ترتاح إليه نفوسهم، فإذا سمعوا ((المكاء)) و((التصدية)) أصغت القلوب ، واتصل المحبوب بالمحب ، وخشعت الأصوات ، وسكنت الحركات ، فلا سعلة ، ولا عطاس ، ولا لغط(١)، ولا صياح ، وإن قرأوا شيئاً من القرآن ، أو سمعوه كان على وجه التكلف والسُخَرَة(٢)، كما لا يسمع
(١) اللَّغط: الصوت والجلبة. [ مختار الصحاح ص ٦٠٠].
(٢) السُخرة: كُهمزة: أي السخرية [ انظر مختار الصحاح ص ٢٩٠].
84