Hukm al-Samaa
حكم السماع
ایډیټر
حماد سلامة
خپرندوی
مكتبة المنيار
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۰۸ ه.ق
د خپرونکي ځای
الأردن
ژانرونه
مدح عبد الله بن رواحة النبي ﷺ حيث قال:
وفينا رسولُ اللهِ يتلو كتابَهُ إذا انشقَّ معروفٌ من الفجرِ ساطعُ
[ كره الأئمة ومشائخ الصوفية للسماع المحدث ]:
وأحوال أهل هذا السماع مذكورة في كتاب الله، من وجل القلوب، ودمع العيون، واقشعرار الجلود. وإنما حدث سماع الأبيات بعد هذه القرون، فأنكره الأئمة، حتى قال: الشافعي - رحمه الله - خلفت ببغداد شيئاً أحدثته الزنادقة، يسمونه التغبير، يزعمون أنه يُرَقِّقُ القلوب، يصدون به الناس عن القرآن. وسُئلَ الإِمام أحمد عنه فقال: محدث، فقيل له: أنجلس معهم فيه؟ فقال: لا يجلس معهم.
والتغبير هو الضرب بالقضيب على جلودهم، من أمثل أنواع السماع. وقد كرهه الأئمة فكيف بغيره، والأئمة المشائخ الكبار لم يحضروا هذا السماع المحدث، مثل الفضيل بن عياض، وإبراهيم بن أدهم، وأبي سليمان الداراني، ومعروف الكرخي، والسري السقطي، وأمثالهم. ولا أكابر الشيوخ المتأخرين: مثل الشيخ عبد القادر، والشيخ عدي، والشيخ أبي مدين، والشيخ أبي البيان، والشيخ أبي القاسم الحوفي(٢)، والشيخ علي بن وهب(٣)، والشيخ حياة، وأمثالهم. وطائفة من الشيوخ حضروه ثم رجعوا
(١) انظر صفحة ٤٣ من هذا الكتاب.
(٢) هو أحمد بن محمد بن خلف، أبو القاسم الحوفي: قاضي مالكي، عالم بالفرائض أندلسي، إشبيلي، أصله من الحوف بمصر توفي سنة ٥٨٨ هـ [ الأعلام ٢١٦/١].
(٣) هو علي بن وهب بن مطيع العلامة مجد الدين بن دقيق العيد القشيري المالكي شيخ أهل الصعيد ونزيل قوص، كان جامعاً لفنون العلم، موصوفاً بالصلاح والتأله، مُعظّماً
80