أحذرك كما حذرك الوزير الأول! أجل القتل حتى أرى السلطان، وأحدثه عن فوائد ترك التهور والبعد عن مكائد النساء.
المؤرخ :
وجاء الوزير الثاني، فروى رواية وحكى حكاية عن الرجل الذي ترك طفله الوحيد مع قط يحرسه، ثم رجع إلى بيته فوجد على فمه آثار دماء. وجن جنونه حين تصور أنها دماء ابنه، فقتل القط شر قتلة، ثم اكتشف سوء فعله، عندما دخل بيته، ووجد الطفل نائما في مهده وعلى الأرض مزق من لحم ثعبان أسود أنشب فيه القط الوفي مخلبه ونابه ... وعادت الجارية في اليوم التالي، فروت رواية وحكت حكاية لإحباط تدبير الحكماء لنجاة الأمير، وتأجيل القرار المهلك الخطير. وهكذا استمر الحال إلى أن انقضت الأيام السبعة التي حكم على الأمير بأن يلزم فيها الصبر والسكون، حتى يرتفع من درجات النحوس إلى كواكب الخير والسعود. وانطلق لسان الأمير فأرسل إلى الوزير الكبير، وأثنى على حكمته هو ومن معه من الوزراء، وطلب منه أن يذهب إلى أبيه، ويحمل إليه البشرى بنجاته من كل مكروه، ويطلب منه الأمر بإقامة محفل يضم الأعيان والكبراء، ويعرض فيه الأمير محصوله من علم العلماء وحكمة الحكماء. واجتمع الجمع العظيم، وطفق الأمير يظهر علمه المكنون، ويبرهن بالحكايات على مخالفة التقارير للتدابير، وكيفية تحول حاله من التعسير إلى التيسير، واتجاه همته إلى تحصيل أنوار العلم والعرفان، وأزهار الحكمة والبيان ... والفضل لله ولسندباد ... فالتفت الملك إلى السندباد الحكيم، وقال:
الملك :
كنت واثقا من عقلك وحكمتك، وفضلك وشهامتك. ولكن قل لي يا سندباد: كيف ساعدت ولدي على تحصيل هذه الحكمة الجليلة، في هذه المدة القليلة؟
سندباد :
ليأذن مولاي بأن يرد الأمير على سؤاله.
الملك :
قل يا ولدي.
الأمير :
ناپیژندل شوی مخ