145

سندباد :

ألا تعلمون أن الحكمة في الإنسان مثل المسك والعنبر، كلما ابتل عوده بالماء ذاع شذاه وانتشر عبيره؟ ألم يستطع الإنسان بالعقل والحيلة أن يستنزل الطائر من الهواء، ويستخرج السمكة من قاع البحر، ويروض الأسد والنمر والوحش الجامح؟

أحد الحكماء :

إن هي إلا كلمات لا يعرف حقيقتها إلا من يري ثمرتها. وشأنها يا سندباد شأن حبات القمح قبل أن يطحن ويخبز ويؤكل، والسفن الطافية على ظهر البحر قبل بلوغ الميناء، والشجعان قبل رجوعهم إلى ديارهم ظافرين، والمرضى حتى يشفوا من الأسقام، والحوامل حتى يضعن حملهن.

حكيم آخر :

ولهذا لا نستطيع أن نمتدح كلامك حتى نتبين نتيجته.

سندباد :

ولكنني أعد الملك أن أتولى تربية ابنه، حتى تفوق حكمته حكمتكم أجمعين، وإذا لم أنجز وعدي، سأقدم رأسي لتقضي فيها بحكمة وعدل قضاءها.

الحكماء :

مهلا يا سندباد مهلا! لقد استغرقت في تحصيل المعارف والعلوم حتى كاد بحر حكمتك أن يغرقنا. كل طائر أعطيته حبة تربيتك جعلته ندا للعنقاء والطاووس، وكل من زينته بحلي فضلك وعقلك يستطيع مساواة الشمس ومناظرة القمر.

ناپیژندل شوی مخ