لما سمع ديوجينيس الجليل هذا الكلام، تعجب من نبوءات الحكماء السبعة، ثم دونها في كتابه عن الطبيعة، ووضعها في معبد أبوللو. ومنذ أن سادت بيننا ديانة الخلاص والرحمة حكمنا قسطنطين العظيم الذي كان أول الملوك المسيحيين. وعندما زار الملك أثينا أبدى رغبته في هدم معبد أبوللو، وبناء معبد آخر لأم الإله. غير أنه عثر على الأوراق التي دونت عليها نبوءات الحكماء السبعة. وقرأها الملك التقي وتعجب تعجبا شديدا، لكنه أخذها معه على طريق عودته إلى ملكة المدن؛ لكي تثبت إيماننا وتمحو الشر وتقضي عليه.
الفصل التاسع
المؤرخ :
وتتركون بيزنطة يا حكمائي السبعة، وترجعون مرة أخرى إلى الشرق، وتلتقون في بلاط ملك شرقي. إن قصتكم لا تزال منتشرة في الغرب والشرق على السواء، وهي تجري الآن على ألسنة الناس في بلاد العرب والفرس، وتوغل في البعد حتى تصل إلى بلاد الهند. وتبلغ الحكاية في القرن العاشر آذان الغرب المبهور بسحر الشرق وأساطيره، وحكاياته التي تفوح منها عطور المسك والعنبر والقصور والحريم ... ويطلع عليها رجل ألماني أطلق على نفسه اسم يوحنا السكسوني، فينقلها باللاتينية سنة ألف وأربعمائة وسبعة عن نص فارسي أو عربي، نقل بدوره عن أصل هندي أن حكايتكم تتلفح الآن في ثوب شرقي، وتروى بأسلوب شرقي يهيئ الأنس والسمر في مجالس الشرب والرقص والخدر، وليال من ألف ليلة يهمس فيها ضوء القمر. لكن لا تنسوا أنكم قد أصبحتم في آخر المطاف شرقيين تواجهون الغرب المذهول بسحركم، واطلاعكم على الغيب المسطور من خيوط الكواكب والنجوم، بعد أن كنتم إغريقا تتحدون ملوك الشرق، بحكمتكم وكبريائكم. إن هذه الحكاية ...
الحكماء :
حكاية أخرى؟ ... ألا تنوي أن تعيدنا إلى قبورنا؟
المؤرخ :
حكمتكم لا تسكن قبرا، بل تحيي قلبا أو فكرا ... إنها آخر حكاية طافت بكم في جهات الأرض الأربع.
الحكماء :
آخر حكاية؟
ناپیژندل شوی مخ