وبعد؛ إخواني! رزقنا الله وإياكم سلوك طريق الاتباع، وجنبنا وإياكم محجة الأهواء والابتداع، فإني لو أوردت ههنا عن صاحب الشريعة صلى الله عليه وسلم في أمره باتباع سنته ونهيه عن الابتداع في شريعته، ثم ما ورد عن الصحابة والتابعين لهم إلى يومنا هذا، لأطلت الكتاب ولخرج عن حد الاختصار.
وقد صنف أهل السنة فيما أشرنا إليه غير كتاب، وإنما #382# أوردت هذا الفصل لمعنى؛ وهو أني رأيت مشايخنا الماضين وأئمتنا المتقدمين نظموا في الاعتقاد قصائد استحسنها المنتهي، #383# وحفظها المبتدي، فأحببت أن أسلك طريقهم، وأقتدي بمثالهم، إذ كان نوعا مسبوقا إليه، ومعنى محتويا عليه.
وقد أخبرنا أبو محمد قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن إبراهيم #384# الكتاني المقرئ، بالإسناد إلى ابن أبي نجيح، عن مجاهد: {واجعلنا للمتقين إماما} قال: ((نأتم بهم ونقتدي بهم حتى يقتدى بنا)).
من هذا فقلت -مع العلم بالقصور-:
مخ ۳۸۱