بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
23 - وأثبت أخبار الصفات ولا أرى ... تأولها وهو الصحيح لمن سبر
أخبرنا القاضي أبو منصور محمد بن أحمد، الإسناد إلى أبي الرجال #532# عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن -وكانت في حجر عائشة-، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية، فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم ب {قل هو الله أحد}، فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟))، فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن فأنا أحب أن أقرأ بها، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أخبروه أن الله يحبه)).
هذا الحديث يدل على إثبات الصفة لله عز وجل، إذ لو كان ذلك غير جائز لأنكر عليه قوله، ولم يبشره بمحبة الله له. اتفقا على إخراجه في الصحيحين.
أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد، الإسناد إلى عبيد الله بن مقسم، عن ابن عمر قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على منبره: {وما قدروا #533# الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة}، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هكذا ويمجد نفسه يعني الله عز وجل: ((أنا العزيز، أنا الجبار، أنا المتكبر)) تعالى الله عز وجل، فرجف به المنبر حتى قلنا: ليخرن به الأرض.
أخبرنا أحمد بن محمد، الإسناد إلى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا} قال: ((وضع إبهامه على قريب من طرف أنملة خنصره فساخ الجبل)). فقال حميد لثابت: تقول هذا؟
فرفع ثابت يده فضرب بها صدر حميد، وقال: يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقوله أنس، وأنا أكتمه؟!.
أخبرنا أبو بكر الخطيب، الإسناد إلى عباد بن العوام قال: قدم علينا شريك بن عبد الله النخعي نحوا من خمسين سنة، فقلت: يا أبا عبد الله! إن عندنا قوما ينكرون هذه الأحاديث، يعني الصفات. قال: فحدثني بنحو من عشرة أحاديث في هذا، وقال: نحن أخذنا ديننا عن التابعين عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فهم عمن أخذوا؟.
وإثبات صفاته إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف، فإذا قلنا: يد وسمع وبصر وما أشبهها، فإنما هي صفات أثبتها الله -جل وعز- لنفسه، ولسنا نقول: إن معنى اليد القوة أو النعمة، ولا معنى السمع والبصر العلم، ولا نقول: إنها جوارح، ولا نشبهها بالأيدي والأسماع، وبالأبصار التي هي جوارح وأدوات الفعل، ونقول: إن القول إنما وجب بإثبات هذه الصفات؛ لأن التوقيف ورد بها، ووجب نفي التشبيه عنها؛ لأن #536# الله تعالى لا يشبه شيء، وعلى هذا جرى قول علماء السلف في أحاديث الصفات.
أخبرنا القاضي أبو منصور وأبو إسحاق القفال، الإسناد إلى ابن مسعود، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزله من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر، وأمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال. فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتهم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
مخ ۵۳۱