197

Hudud and Ta'zir in Ibn al-Qayyim's Thought

الحدود والتعزيرات عند ابن القيم

خپرندوی

دار العاصمة للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثانية ١٤١٥ هـ

ژانرونه

والأسرار التشريعية في هذه القصة: كاستشارته ﷺ لعلي وأسامة ﵄. وتوقفه ﷺ في شأنها. وتأخر نزول الوحي ... الخ. واقتصر هنا على ما له تعلق بحد القذف وهو إيراده رحمه الله تعالى عددًا من الوجوه في الجواب عن السؤال الآتي: لم لم يحد رسول الله ﷺ عبد الله ابن أبي. فقال ابن القيم رحمه الله تعالى (١): (قيل: لأن الحدود تخفيف عن أهلها وكفارة والخبيث ليس أهلًا لذلك وقد وعده الله بالعذاب العظيم في الآخرة فيكفيه ذلك عن الحد. وقيل: بل كان يستوشي الحديث ويجمعه ويحكيه ويخرجه في قوالب من لا ينسب إليه. وقيل: الحد لا يثبت إلا بالإقرار أو البينة. وهو لم يقر بالقذف ولا شهد به عليه أحد فإنه إنما كان يذكره بين أصحابه ولم يشهدوا عليه ولم يكن يذكروه بين المؤمنين. وقيل: حد القذف حق لآدمي لا يستوفي إلا بطلبه، وإن قيل إنه حق لله فلا بد من مطالبة المقذوف وعائشة لم تطالب به ابن أبي. وقيل: ترك حده لمصلحة هي أعظم من إقامته كما ترك قتله مع ظهور نفاقه وتكلمه بما يوجب قتله مرارًا، وهي: تأليف قومه وعدم تنفيرهم عن الإسلام فإنه كان مطاعًا فيهم رئيسًا عليهم فلم تؤمن إثارة الفتنة في حده. ولعله ترك لهذه الوجوه كلها. فجلد مسطح ابن أثاثة (٢) وحمنة بنت جحش (٣)، وحسان بن ثابت (٤)

(١) انظر: زاد المعاد ٢/ ١١٥. (٢) هو: مسطح ابن أثاثة بن عباد المطلبي مات سنة ٣٤ هـ. (انظر: الإصابة لابن حجر ٣/٣٨٨) . (٣) هي: حمنة بنت جحش الأسدية أخت أم المؤمنين زينب ﵂ (انظر: الإصابة ٤/ ٢٦٦ والتقريب ٢/ ٥٩٥) ولم يذكر الحافظ وفاتها. (٤) هو: حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري مات سنة ٤٠ هـ. على خلاف (انظر: الإصابة لابن حجر ١/٣٢٥) .

1 / 206