195

Hudud and Ta'zir in Ibn al-Qayyim's Thought

الحدود والتعزيرات عند ابن القيم

خپرندوی

دار العاصمة للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثانية ١٤١٥ هـ

ژانرونه

قصة الإفك: لا يختلف علماء التفسير أن سبب نزول هذه الآيات هو ما رواه الأئمة من حديث الإفك الطويل في قصة عائشة ﵂ وقد ساقها البخاري رحمه الله تعالى في (صحيحه) (١) مطولة. وابن القيم رحمه الله تعالى ساق القصة مختصرًا لمقاصدها فقال (٣): (ونحن نشير إلى قصة الإفك: وذلك أن عائشة ﵂ كانت قد خرج بها رسول الله ﷺ معه في هذه الغزوة بقرعة أصابتها. وكانت تلك عادته مع نسائه فلما رجعوا من الغزوة نزلوا في بعض المنازل، فخرجت عائشة لحاجتها ففقدت عقدًا لأختها كانت أعارتها إياه فرجعت تلتمسه في الموضع الذي فقدته فيه في وقتها: فجاء النفر الذي كانوا يرحلون هودجها (٣) . فظنوها فيه فحملوا الهودج ولا ينكرون خفته، لأنها ﵂ كانت فتية السن لم يغشها اللحم الذي كان يثقلها. وأيضا فإن النفر لما تساعدوا على حمل الهودج لم ينكروا خفته، ولو كان الذي حمله واحدًا أو اثنين لم يخف عليهما الحال. فرجعت عائشة ﵂ إلى منازلهم وقد أصابت العقد فإذا ليس بها داع ولا مجيب، فقعدت في المنزل، وظنت أنهم سيفقدونها فيرجعون في طلبها والله غالب على أمره يدبر الأمر فوق عرشه كما يشاء فغلبتها عيناها فنامت فلم تستيقظ إلا بقول صفوان بن المعطل (٤): إنا لله وإنا إليه راجعون. زوجة رسول الله ﷺ. وكان صفوان قد عرس في أخريات الجيش لأنه كان كثير النوم.

(١) انظر: صحيح البخاري مع فتح الباري ٨/ ٤٥٢- ٤٥٥. وقد ذكر طرقه ورواياته عند مسلم وغيره وشرحه شرحًا وافيا ابن حجر من ٨/٤٥٥- ٨/٤٨١. (٢) انظر: زاد المعاد ٢/ ١١٤. (٣) الهودج: مركب للنساء (انظر القاموس ١/٢٢٠) وهو كالمحمل يربط على الإبل. (٤) هو: صفوان بن المعطل السلمي ﵁ مات سنة ٥٨ هـ. وقيل غير ذلك انظر الإصابة لابن حجر ٢/ ١٨٤) .

1 / 204