وهذا البيت يحتاج إلى شرح. ومراده: أنك ترى ما لا تصبر عن شيء منه ولا تقدر عليه، فإن قوله " لا كله أنت قادر عليه" نفي لقدرته على الكلّ الذي لا ينفى إلا بنفي القدرة عن كلّ واحد واحد.
وكم من أرسل لحظاته فما أقلعت إلا وهو يتشحط بينهن قتيلًا كما قيل: يا ناظرًا، ما أقلعت لحظاته ... حتى تشحط بينهن قتيلًا
ولي من أبيات:
ملّ السّلامة فاغتدت لحظاته ... وقفًا على طلل يظن جميلًا
ما زال يتبع إثره لحظاته ... حتى تشحط بينهن قتيلًا
ومن العجب: أن لحظة الناظر سهم لا يصل إلى المنظور إليه، حتى يتبوأ مكانًا من "قلب الناظر، ولي من قصيدة:
يا راميًا بسهام اللحظ مجتهدًا ... أنت القتيل بما ترمي فلا تصب
يا باعث الطرف يرتاد الشفاء له ... احبس رسولك، لا يأتيك بالعطب
وأعجب من ذلك: أن النظرة تجرح القلب جرحًا، فيتبعها جرحًا على جرح، ثم
لا يمنعه ألم الجراحة من استدعاء تكرارها. ولي أيضًا في هذا المعنى:
مازلت تتبع نظرة في نظرة ... في إثر كلّ مليحة ومليح
وتظن ذاك دواء جرحك وهو في الـ ... تحقيق تجريح على تجريح
فذبحت طرفك باللحاظ وبالبكا ... فالقلب منك ذبيح أي ذبيح
وقد قيل: إن حبس اللحظات أيسر من دوام الحسرات) .
٣- النهي عن الخلوة بالأجنبية.
: وفي ذلك يقول رحمه الله تعالى (١):