وقالت لها لويس: «لا، لن تعلمي؛ فأنى لك هذا؟» «كنت سأراه.» «لن تفعلي.»
سألتهما إنيد: «أتعلمان لماذا أعتقد أنه ينبغي أن يعاقب؟ لأنه يشعر بأنه شخص سيئ شرير بينه وبين نفسه، حتى إذا لم يره أحد، ولم يعرف أحد قط بالأمر. إذا ارتكب الإنسان خطأ شنيعا ولم يعاقب عليه، فسيتفاقم هذا الشعور لديه، بقدر أكبر بكثير مما إذا كان قد عوقب.»
قالت سيلفي: «سرقت لويس مشطا أخضر.»
فقالت لويس: «كلا لم أفعل.»
قالت إنيد: «أريدك أن تتذكري ذلك.»
فقالت لويس: «لقد كان ملقى على جانب الطريق.»
ترددت إنيد على غرفة التمريض كل نصف ساعة أو نحو ذلك لمسح وجه السيدة كوين ويديها بقطعة قماش مبللة. لم تتحدث معها أو تمس يديها مطلقا إلا بقطعة القماش. لم يسبق أن ابتعدت عن شخص يحتضر على هذا النحو من قبل. وعندما فتحت الباب نحو الساعة الخامسة والنصف، علمت أنه لم يعد هناك أي روح حية في الغرفة. كانت الملاءة قد سحبت من مكانها، وكان رأس السيدة كوين متدليا بجانب السرير، الأمر الذي لم تسجله إنيد أو تذكره لأي أحد؛ فأعادت الجسد لوضعه على السرير، ونظفته، ونظمت السرير قبل حضور الطبيب. وكانت الطفلتان لا تزالان تلعبان في الفناء. ••• «5 يوليو: أمطار في الصباح الباكر. لويس وسيلفي تلعبان تحت الشرفة. فتح المروحة وإغلاقها، شكوى من الضوضاء. نصف فنجان من شراب البيض، ملعقة في المرة. ضغط الدم مرتفع، النبض سريع، لا توجد شكوى من أي ألم. هدأت الأمطار قليلا . قياس معامل التنفس في المساء. نفد القش.» «6 يوليو: يوم حار للغاية. إغلاق النوافذ. محاولة فتح المروحة، لكنها رفضت. مسح بالإسفنجة كثيرا على جسدها. قياس معامل التنفس في المساء. البدء في جز القمح غدا. كل شيء سابق لأوانه بأسبوع أو اثنين بسبب الحرارة والأمطار.» «7 يوليو: استمرار الحرارة. رفض تناول شراب البيض. جعة زنجبيل بالملعقة. ضعيفة للغاية. أمطار غزيرة الليلة الماضية، رياح. قياس معامل التنفس. تعذر الجز، ملأت الحبوب بعض الأماكن.» «8 يوليو: رفض شراب البيض. جعة زنجبيل. قيء في الصباح. أكثر انتباها. قياس معامل التنفس. الذهاب إلى مزاد الماشية مدة يومين. الطبيب موافق.» «9 يوليو: انزعاج شديد. حديث مفزع.» «10 يوليو: وفاة المريضة السيدة كوين (جانيت) زوجة روبرت اليوم في حوالي الساعة 5 مساء. سكتة قلبية نتيجة لليوريميا (التهاب كبيبات الكلى).» •••
لم تنتظر إنيد من قبل حتى موعد جنازة المرضى الذين تكفلت بمهمة تمريضهم في منزلهم. فكانت ترى أنه من الأفضل مغادرة المنزل في أسرع وقت ممكن في حدود اللياقة؛ فوجودها لن يفيد أحدا؛ لأنها ستذكر الجميع بالوقت السابق للوفاة مباشرة، الذي قد يكون كئيبا ومليئا بالكوارث الصحية، وسيتم تهميشه الآن والتغطية عليه بمراسم الدفن واستضافة الزوار والورود والكعك.
علاوة على ذلك، تتولى عادة في هذه الظروف سيدة من العائلة مسئولية المنزل بالكامل، ما يجعل إنيد فجأة في موقف الضيف غير المرغوب فيه.
وفي الواقع، وصلت السيدة جرين إلى منزل آل كوين قبل الحانوتي، ولم يكن روبرت قد عاد بعد، في حين كان الطبيب في المطبخ يحتسي فنجانا من الشاي ويتحدث مع إنيد عن حالة أخرى يمكن أن تتولى رعايتها بما أنها قد أنهت مهمتها في هذا المنزل. تجنبت إنيد منحه جوابا قاطعا؛ إذ قالت له إنها كانت تفكر في الحصول على إجازة من العمل بعض الوقت. أما الطفلتان، فكانتا بالدور العلوي؛ وقد قيل لهما إن والدتهما قد ذهبت إلى الجنة، الأمر الذي وضع النهاية لهذا اليوم النادر والحافل في حياتيهما.
ناپیژندل شوی مخ