وكان - رحمه الله - آية الآيات في حسن الخلق، وصباحة الوجه، وأصالة الرأي، وحلاوة الحديث، وكان لا يعدله عندي غير شقيقي «سيد مبارك» الذي فقدته معه في أسبوع واحد، وكان موتهما معا بالحمى الإسبانية، لا رد الله لها غربة، ولا قدر لها رجعة، وكان أخي سيد من أقوى الفتيان بأسا وأمضاهم عزيمة، ولو عاش لضربت بشجاعته الأمثال.
وقد سألني بعضهم عما يعني القارئ من هذا التفصيل؟ فأجبته: إنه يعني مؤلف الكتاب!
ويرى القارئ هذه الكلمة عن عواطف أهل الحضر:
وقلما يصدق للحضريين حب، أو تبقى لهم صبابة، إذ يرون من متمات الظرف، ومكملات الأدب، أن يحيا الرجل بعين باكية، وقلب خفاق، فلا يزالون يتلمسون الهوى ويتحسسون الصبابة، حتى تتاح لهم أسبابها، وتساق إليهم همومها.
وأنا الذي اجتلب المنية طرفه
فمن المطالب والقتيل القاتل
وهذه مسألة فيها نظر كما يقولون! •••
ولا أستطيع أن أعد ما في كتاب «حب ابن أبي ربيعة وشعره» من الهفوات، ولكني أحمد الله على أني وفقت إلى تصوير ابن أبي ربيعة وتمثيل حياته، حتى كأنك تراه.
مقدمة الطبعة الثالثة
صار جدا ما مزحت به
ناپیژندل شوی مخ