199

د ابن ابي ربیعه مینه او شعر

حب ابن أبي ربيعة وشعره

ژانرونه

شجنا زاد على كل شجن

فإذا ما شحطت هام بها

وإذا راعت إلى الدار سكن

ولنلاحظ أن شعر ابن أبي ربيعة في عائشة بنت طلحة لا يستطاع تعيينه عند الرجوع إلى ديوانه، فقد رأينا أنه أرغم على السكوت عنها، وأنه اكتفى بالتلميح في أكثر ما أوحت إليه من الشعر البليغ.

وعندما نلاحظ ذلك يصح لدينا أن كثيرا من الأسماء التي وردت في شعره لم يكن إلا أداة لستر حبه، وصرف الناس عن الكيد لمن يهوى من كرائم الملاح.

90 (4) سكينة بنت الحسين

أشرنا في كتاب «الأخلاق عند الغزالي» عند الكلام عن الباطنية إلى أن أكثر ما يحتل رءوس المسلمين من الأفكار والعقائد، ليس إلا أثرا للدعوات المتعددة التي قام بها العباسيون في الشرق، والفاطميون في الغرب، وأن الدعاة نجحوا في حشو تلك الرءوس الجوفاء بالخرافات والوساوس والأضاليل، وضربنا المثل بالمعبودات الصغيرة التي تسكن سماء القاهرة من عترة سيدنا الحسين!

واليوم نجرد القلم لتصوير السيدة سكينة، لا لنقنع من لا يقتنع بأنه لا خير في الطواف حول القبور، ولا لنجرح سيدة هي منذ أزمان موضع التقديس، ولا لنكبت قوما لا هم لهم إلا أن يتصيدوا لنا الهفوات على حساب الدين، إنما نكتب اليوم، كما كتبنا من قبل، متأثرين بفكرة واحدة كانت ولا تزال محور ما نبدئ فيه وما نعيد، وهي أن الإنسان مظهر من مظاهر الحياة، لا مفر له من أن يكون مصدرا للخير والشر، والظلمات والنور، والهدى والضلال.

والحياة تريده كذلك، فلو قد أراد أن يحور ملكا مسكنه في السماء، أو يصير شيطانا دأبه البغي والإغواء، لما استطاع إلى ذلك سبيلا. إنما هو أداة لهذه الحياة الغوية، الرشيدة، التي تطيب حين تشاء، وتخبت حين تريد، بلا رقيب ولا حسيب!

والسيدة سكينة كانت بنت الطبيعة قبل أن تكون بنت الحسين، كما كان أبوها غذي الفطرة، قبل أن يكون سبط الرسول، فلا يغضب قوم إن ذكرنا أنها كانت في عفافها نزقة طائشة، تؤثر الخفة على الوقار، وتهوى أن يخلد حسنها في قصائد الشعراء، فقد قضت الطبيعة أن تكون المرأة كذلك، إلا إن قدر لها المسخ فعادت شرطيا

ناپیژندل شوی مخ