د ابن ابي ربیعه مینه او شعر

زکي مبارک d. 1371 AH
136

د ابن ابي ربیعه مینه او شعر

حب ابن أبي ربيعة وشعره

ژانرونه

هوامش

أخبار الملاح

(1) تمهيد

أيها القارئ! قد رأيت كيف كان عمر بن أبي ربيعة يحب، وكيف كان يسلك مذاهب النسيب، فانظر الآن كيف كان يتصيد النساء، وكيف كانت تعيش معشوقاته في ذلك الزمان.

وإني لأرى من الخير أن أبين لك قبل كل شيء، كيف فكرت في كتابة هذه الفصول؟ فقد أخشى أن ترميني بالإسراف في التغني بالحب، والتحدث عن الجمال، وإني بذلك لمتهم ظنين!

ألا فلتعلم أن الناس يكثرون في هذا العصر من التجني على الآداب العربية، ويتهمونها بالفقر، والعقم، والجفاف، والعجز عن مواتاة الغرائز والشهوات والعقول، وساعدهم على ترديد هذه النغمة المنكرة ما تقدمه الآداب الأجنبية كل يوم من الأدلة والبراهين على صلاحيتها لتغذية المشاعر والعواطف والأحاسيس.

وإن قليلا من الإنصاف لكاف للاقتناع بأن أدلة الاتهام قوية، وأن الآداب العربية تبدو ضعيفة ضئيلة بجانب ذلك الدوي الهائل الذي تدمغنا به الآداب الغربية في كل يوم، فهذه كتب المختارات والمحفوظات والدرس التي يتناولها طلبة المدارس الابتدائية والثانوية وبعض المدارس العالية تعد من الكتب الجافة المقفرة التي تخاطب على الأغلب ناحية واحدة من نواحي الطبع والإدراك.

والطائفة المستنيرة من مفتشي اللغة العربية وأساتذتها تعلم ذلك حق العلم، ولكنها تكتفي بالألم الصامت ترسله في خفية واستحياء، كلما رأت انصراف الطلبة عن آداب لغتهم وفنائهم في آداب الفرنسيين والإنجليز، وفي الحق إن المادة التي تقدم لطلبة المدارس في اللغة والأدب لا تمتع القلب، ولا توقظ الحس، ولا تثير الوجدان، فهي في الأكثر طائفة من العظات والأوصاف تتحدث عن معان موضعية طوتها الأيام، وأتت على رسومها الليالي، يدرسها جماعة يعيشون في ظلمات القرون الأولى غير شاعرين بما أبدع العقل في هذا الجيل، إن لم يكونوا أمساخا خلفها عصر ما قبل التاريخ.

ولقد ثارت في الصيف الماضي ضجة عن تقدم النثر وتخلف الشعر، وكان من رأي أستاذنا الدكتور طه حسين أن النثر تقدم؛ لأن الكتاب يحيون حياة عقلية، وأن الشعر تأخر؛ لأن الشعراء كسالى متبلدون، وعندي أن النثر والشعر في التأخر سواء، ولا عبرة بهذه الثروة التي يطالعنا بها الكتاب في كل صباح، فهي على وفرتها تكرير وترديد لأفكار الفرنسيين والإنجليز والألمان، وليس فيها شخصية ولا ذاتية تحدث القارئ عن حياة أولئك الكتاب، وإن شعراءنا لأدل من كتابنا على أنفسهم، فإنهم حين غفلوا عن أشعار الأمم الأجنبية فرغوا لعواطفهم، فصاغوها خالصة من المحاكاة والتقليد، بغض النظر عن متابعتهم لشعراء العرب في المرمى والأسلوب.

ولننتهز هذه الفرصة لنعلن أنه لا حياة للآداب العربية، ما دام كتابها وشعراؤها وخطباؤها لا يرون المرأة في حرية وصراحة، ولا يتأثرون بجبروتها في ميدان الحياة.

ناپیژندل شوی مخ