154

هذه مفاهيمنا

هذه مفاهيمنا

خپرندوی

إدارة المساجد والمشاريع الخيرية الرياض

د ایډیشن شمېره

الثانية ١٤٢٢هـ

د چاپ کال

٢٠٠١م

ژانرونه

فالشيطان حريص على إغواء بني أدم ويأتي كلًا بما يناسبه، فيأتي من ينتسب إلى العلم فيضله بما ينتسب إليه، ووقائع أحابيله في العيان ظاهرة، وشبهه في قلوب مواليه قاهرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قال ص٨٠:
" وإذا صح طلب الشفاعة منه في الدنيا قبل الآخرة فإن معنى ذلك أنه سينالها حقيقة في محلها يوم القيامة، وبعد أن يأذن الله تعالى للشفعاء بالشفاعة لا أنه ينالها هنا قبل وقتها" اهـ.
أقول:
أولًا: ليس هذا قصد من يطلب الشفاعة من رسول الله ﷺ في الدنيا، بل قصده أن يشفع له الآن، وصاحب المفاهيم يرواغ نفسه، ويناقضها، فإذا كان قصده كذلك فلم أطال في إثبات خبر عثمان بن حنيف الباطل الضعيف، فيمن أبطأ عليه عثمان بالاستجابة؟ !
أليس -في زعمه- أن شفاعة رسول الله ﷺ له كانت هنا في الدنيا؟ ! ولم ساق خبر العتبي، وقد أجيبت عندكم شفاعته في الدنيا؟ ! ولم سردت كل ما سردت من أقوال، تريد بها إثبات طلب الشفاعة منه ﷺ في الدنيا، وتحبب ذلك للناس ببيان أثر طلبها في الدنيا؟ !
لِمَ كل هذا من صاحب المفاهيم؟ ! لِمَ يتناقض، وفي صفحات متقاربة؟ ! أينسى، أم يتناسى، أم هو صاحب هوى؟ !
ثانيًا: يقال: إذا كان مقصودكم -إن صدقتم- طلب الشفاعة الآخروية التي تكون يوم القيامة، فلم لا تتبعون السبل المشروعة التي سنها من أعطي الشفاعة ﷺ؟ !
ومن أمثال ذلك سؤال الله له الوسيلة كما في حديث جابر بن عبد الله أن رسول الله ﷺ قال: " من قال حين يسمع النداء: اللهم! رب هذه الدعوة

1 / 166