هذه مفاهيمنا
هذه مفاهيمنا
خپرندوی
إدارة المساجد والمشاريع الخيرية الرياض
د ایډیشن شمېره
الثانية ١٤٢٢هـ
د چاپ کال
٢٠٠١م
ژانرونه
ولم لا يحاكم الكاتب نفسه إلى الصحابة الكرام؟ ! فهل طلب الشفاعة بعد موت النبي ﷺ صحابي من العشرة، أو طلبها أحدٌ من البدريين، أو أحدٌ ممن شهد بيعة الرضوان، أو ممن حج معه حجة الوداع، أو من شاء من الصحابة؟
فلم يطلب أحد منهم من رسول الله ﷺ في حياته البرزخية الشفاعة، بل عدلوا إلى طلبها -وهي الدعاء- ممن هو دونه عام القحط، وهذا إجماع منهم.
ثالثًا: أن آية الزمر: ﴿قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾ [الزمر: ٤٤] رد على من يصرف قلبه لغير الله احتجاجًا بالشفاعة، كما كان مشركو العرب يصنعون مع آلهتهم، فإنهم كانوا يعتقدون في آلهتهم أنها شفعاءُ لهم، فأخبر تعالى أن الشفاعة له، ليس لأحدٍ منها شيء.
قال الرازي في " تفسيره " (٢٦/٢٨٥):
" اعلم أن الكفار أوردوا على هذا الكلام سؤالًا. فقالوا: نحن لا نعبد هذه الأصنام لاعتقاد أنها آلهة تضر وتنفع، وإنما نعبدها لأجل أنها تماثيل لأشخاص كانوا عند الله من المقربين، فنحن نعبدها لأجل أن يصير أولئك الأكابر شفعاء لنا عند الله.
فأجاب الله تعالى بأن قال: ﴿أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ﴾ [الزمر: ٤٣] .
وتقرير الجواب: أن هؤلاء الكفار إما أن يطمعوا بتلك الشفاعة من هذه الأصنام، أو من أولئك العلماء والزهاد الذين جعلت هذه الأصنام تماثيل لهم.
والأول باطل؛ لأن هذه الجمادات وهي الأصنام لا تملك شيئًا ولا تعقل شيئًا، فكيف يعقل صدور الشفاعة عنها؟ !
1 / 158