هابټ و فلسفه
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
ژانرونه
يتضح إذن من هذا أن تولكين يؤمن بالفعل بأن الحرب - مهما كانت مأساوية ومدمرة - يمكن أحيانا أن تكون مبررة أخلاقيا.
ولكن لعل تولكين لم يتفق مع كل المعايير التقليدية لنظرية الحرب العادلة. على سبيل المثال، تنص نظرية الحرب العادلة على أن الحروب قد تخاض فقط إذا كان هناك «احتمالات قوية للنجاح»؛
22
فهل اتفق تولكين مع ذلك؟ كلا فيما يبدو؛ فقد كان من المفترض أن معركة هيلمز ديب مستعصية على الفوز بها، مثلما هو الحال مع معركة مورانون عند بوابات موردور، ولما كان تولكين يعتبر بوضوح أن هاتين المعركتين مبررتان، فقد كانت احتمالات النجاح غير ذات أهمية بالنسبة إليه (ففي النهاية يعترف جاندالف نفسه بأنه لم يكن هناك سوى «أمل أحمق» في نجاح فرودو).
23
وهكذا يبدو أن تولكين كان يختلف مع هذا الجانب من نظرية الحرب العادلة.
ولكن لا تتسرع! تقترح نظرية الحرب العادلة الاستسلام في أي حرب لا يمكن الفوز بها؛ لأن ذلك يفضي إلى نفس النتائج مع خسائر أقل في الأرواح. ولكن حين تكون الحرب مع الأورك أو الأورك-هاي، فإنك تعلم أن الاستسلام سوف يأخذ الأمور إلى منحى أسوأ. بالإضافة إلى ذلك، تشير بعض نظريات الحرب العادلة إلى أن خوض معركة ميئوس منها يمكن أن يكون مبررا، إذا كانت دفاعا عن قيم مهمة وأساسية.
24
ولما كان خوض معركة المورانون من أجل تشتيت وإلهاء سورون، بينما يلقي فرودو وسام الخاتم الأوحد في نيران جبل دوم، فإن ذلك يبدو دفاعا عن قيمة مهمة وأساسية؛ ألا وهي: حرية شعوب الأرض الوسطى الحرة. أما الدليل الأكبر على أن تولكين قد اتفق بالفعل مع هذا المبدأ، فربما يكون موجودا في تجسيده لدينيثور وهو يرسل فارامير للدفاع عن النهر في أوسجيلياث، على علمه بأن القضية ميئوس منها. يجسد دينيثور بشكل جلي في صورة المجنون. وحتى جاندالف يخبر فارامير بألا يندفع نحو التفريط في حياته.
25
ناپیژندل شوی مخ