هابټ و فلسفه
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
ژانرونه
ما الذي فهمه الأكويني من رواية أرسطو ؟ لقد صعب الأمر على نفسه؛ إذ بدا في بعض التراجم أن أرسطو يتعامل مع الفخر بوصفه فضيلة والتواضع بوصفه رذيلة، بينما كانت الأمور تسير في الاتجاه المضاد تماما بالنسبة للأكويني. ولكن الأكويني اعتبر رواية أرسطو صحيحة بشكل عام، وحذا حذو «الفيلسوف» في التعامل مع الشهامة أو الفخر المستحقين تحت فئة الاعتدال العامة.
يغطي الاعتدال مجموعة من الفضائل الأكثر تحديدا، واعتبره اليونانيون واحدا من الفضائل الأساسية الأربع، إلى جانب الشجاعة والعدل والحكمة. ويتمثل دور الاعتدال في تنظيم الشهوات الطبيعية، التي من ضمنها الرغبة في الطعام، والشراب، والجنس، والعزة، والأفعال النبيلة.
وهكذا، وصف الأكويني - شأنه شأن أرسطو - التوجه الفاضل فيما يتعلق بالأفعال النبيلة بوصفه كفاحا مناسبا أو معقولا في سبيل أشياء عظيمة، وتقبل عظمة الروح باعتباره وصفا مناسبا لهذه الفضيلة. وأوضح الأكويني أن «الخير الصعب [ذلك الذي يصعب بلوغه] به شيء جذاب للشهوة، وهو تحديدا الجانب الخير، وبه كذلك شيء منفر للشهوة، المتمثل تحديدا في صعوبة الحصول عليه.»
22
والخير الصعب في هذه الحالة هو الفضيلة، أو الكمال الأخلاقي، وقد أضاف الأكويني أن ردي الفعل المعتادين اللذين نبديهما إزاء هذا الخير يتمثلان في فضيلتين متمايزتين نحتاج إليهما من أجل بلوغ هذا الخير؛ إحداهما تحضنا على مواصلة الكفاح من أجل نيل الخير، وهذه هي فضيلة عظمة الروح التي تحدث عنها أرسطو، والتي يمكن أن يطلق عليها أيضا نوع من الفخر المعقول بتحقيق هذه العظمة. أما الفضيلة الأخرى، فتمنعنا من الكفاح من أجل بلوغ نوع من التميز أو الكمال يتجاوز حدود قدراتنا، وتلك هي فضيلة التواضع.
23
ومثلما رأينا، وصفت نظرية الأكويني الأخلاقية إغراءين يمكن أن يختبرهما المرء حين يواجه بمهام صعبة، وهما: الاستسلام دون محاولة، والمغالاة في تقدير قدراته. ويساعد التواضع على منع الخطأ الأخير، وتزخر كل من الحياة العادية وقصص تولكين بأدلة على أهميته. ولكن أرسطو شدد بشكل أكبر على خطر التقليل من قدرة المرء على بلوغ عظمة الروح، ويتفق تولكين بشكل واضح مع أرسطو في هذه النقطة أيضا.
على سبيل المثال، على الرغم من أن الأقزام لم ينبهروا ببيلبو في لقائهم الأول، فإن رأيهم يتحسن بشأنه بشكل مثير بعد مواجهتهم غير الموفقة مع العناكب العملاقة؛ فحين يجد بيلبو أصدقاءه أخيرا بعد أن تفرقوا في ظلمات غابة ميركوود الحالكة، يجدهم مقيدين إلى رجل (أو قزم) بأنشوطات متشابكة كبيرة، تتدلى من الأشجار في منتصف عرين العناكب الشريرة. وبفضل ذكائه والخاتم السحري، يتوصل بيلبو إلى خطة لاستدراج العناكب بعيدا، ثم العودة مجددا لتحرير أصدقائه.
غير أن الجزء الأول من الخطة يسير على نحو رديء للغاية؛ إذ «عادوا بسرعة البرق يركضون نحو الهوبيت، ملقين خيوطهم الطويلة في كل الاتجاهات، حتى بدا الهواء وكأنه قد امتلأ بشراك متموجة.»
24
ناپیژندل شوی مخ