هابټ و فلسفه
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
ژانرونه
حين يسأل ثورين جاندالف بشأن اتخاذ طريق خطر بعينه إلى مملكته المفقودة، يحذره جاندالف من ذلك قائلا :
قال الساحر: «لن يكون لذلك أي جدوى دون وجود محارب قوي، بل بطل. لقد حاولت أن أجد واحدا، ولكن المحاربين مشغولون بمحاربة بعضهم بعضا في أراض بعيدة، والأبطال في المناطق المجاورة نادرون، أو ببساطة ليس لهم وجود. فالسيوف في هذه المناطق كليلة في معظمها، والفئوس تستخدم من أجل قطع الأشجار، والدروع تستخدم كمهاد أو أغطية للصحون.»
10
يقع الاختيار على بيلبو للانضمام إلى ثورين والرفقة، ليس بصفته محاربا شديد البأس، ولكن بصفته لصا؛ مما يعد دورا كوميديا نسبيا. ومن ثم لا يمكن أن نتوقع من بيلبو تحقيق مجد في التقليد الحربي الكلاسيكي، مصداقا لما كتبه شيشرون: «الزي الحربي الذي يزين كل تماثيلنا تقريبا يعد دليلا آخر على ولعنا بالمجد في الحرب.»
11
وبعيدا عن مهمة بيبين القصيرة، كونه أحد أفراد برج حرس جوندور وفريق الهوبيت لتطهير الشاير، فإن المرة الوحيدة التي ارتدى فيها الهوبيت الملابس العسكرية في أعمال تولكين كانت عندما اتشح فرودو وسام بخوذات ودروع أوركية كبيرة الحجم بشكل مثير للضحك على سبيل التنكر في موردور.
لا تبدأ رواية «الهوبيت» بالطريقة التي قد يقدم بها ثورين نفسه؛ بالألقاب الأرستقراطية وأغان من الزمن القديم. فنحن لا نفتح الكتاب لنقرأ عن غضب ثورين وحنقه بالطريقة التي نعلم بها عن غضب أخيل في السطور الافتتاحية من «الإلياذة». ففي بداية كتاب تولكين نعلم أن الهوبيت قوم بسطاء هادئون ليس لهم أية مغامرات ولا يفعلون أي شيء غير متوقع؛ فهم يحبون أباريق الشاي، والغليون، والفطر، والجعة، والحقول المعتنى بها جيدا، والبيوت المريحة التي تشبه الجحور. وفي أول لقاء ببيلبو، يصفه أحد الأقزام بأنه يبدو «أقرب لبقال منه إلى لص!»
12
إن أقزام تولكين وجنه وبشره منجذبون لفتنة المجد والشهرة، ويبدو الأقزام على وجه الخصوص مغرمين بسمعتهم في صناعة الأسلحة، والأقداح، والقيثارات، وشتى أنواع الأشياء الثمينة. وفي بداية «الهوبيت»، بينما يغني الأقزام في الحفل المفاجئ في لاج إند، يتأثر بيلبو بامتداحهم للأشياء محل الرغبة:
بينما راحوا يغنون، شعر الهوبيت بحب للأشياء الجميلة المصنوعة باليد والدهاء والسحر يسري عبر جسده، حب عات تملؤه الغيرة، رغبة قلوب الأقزام. حينئذ استيقظ شيء مغامر بداخله، وتمنى لو ذهب وشاهد الجبال الشاهقة، وسمع حفيف أشجار الصنوبر وشلالات الماء، واستكشف الكهوف، وأمسك سيفا بدلا من عصا مشي. فنظر من النافذة ... وراح يفكر في جواهر الأقزام وهي تلمع في المغارات المظلمة.
ناپیژندل شوی مخ