هابټ و فلسفه
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
ژانرونه
وقد كتب يقول: «أنزعج حين يتفق أن أسير ميلا داخل الغابة بجسدي، دون التواجد هناك بروحي. أثناء تمشية ما بعد الظهيرة، أتناسى في سرور وبهجة كل انشغالاتي الصباحية والتزاماتي تجاه المجتمع، ولكن يصادف في بعض الأحيان أني لا أستطيع بسهولة أن أنفض عن عقلي التفكير في القرية.» إنها مشكلة الشيخوخة. إن المشي يمكنه أن يساعدك على ترك أمورك الأكثر بساطة ومسئولياتك الأقل إلحاحا وراء ظهرك، ولكن المعضلة الأكثر فلسفية هي الشيء الذي دائما ما تصطحبه معك في رأسك. ويتساءل ثورو: «ما الذي ينتظرني في الغابة لأقوم به، إذا كنت أفكر في شيء خارج نطاق الغابة؟»
19
تكمن الفكرة في ربط أفكارك ببيئتك المباشرة. لقد تعرف الناقد الإنجليزي ويليام هازليت (1778-1830) بالشعر الرومانسي من خلال سيره مع صامويل كولريدج (1772-1834) وويليام وردزوورث (1770-1850)، واكتشف أن طرق السير التي يفضلها كل شاعر تؤثر تأثيرا مباشرا على أساليبه في النظم؛ فقد كان وردزوورث أكثر ميلا للشعر الغنائي، بينما كان كولريدج أكثر ميلا للدراما. وليس مصادفة أن أسلوبيهما في المشي كانا على نفس الشاكلة أيضا.
كتب هازليت يقول: «أخبرني كولريدج أنه هو نفسه كان يحب التأليف أثناء السير على أرض غير مستوية، أو أثناء شق طريقه عبر أغصان أيكة متناثرة أشجارها هنا وهناك؛ فيما كان وردزوورث دائما ما يكتب (إذا استطاع) وهو يسير جيئة وذهابا عبر ممشى مستقيم مغطى بالحصى، أو في بقعة ما حيث لا تقابل استمرارية نظمه بأية مقاطعة جانبية.»
20
حين يؤخذ المشي على هذا المحمل، لا يصبح مجرد مهرب من تفكير ضار، بل يمكن أيضا أن يكون البداية لإعادة التواصل مع نفسك. في «سيد الخواتم»، ليس من قبيل المصادفة أن يكون الجوال الخبير، سترايدر - وهو اسم على مسمى - هو ملك البشر في المستقبل أيضا. يخبر فرودو باجنز قائلا:
21 «ولكن يمكن أن أقول إنني أعرف كل الأراضي الواقعة ما بين شاير والجبال الضبابية؛ لأني تجولت فيها لسنوات عديدة. فأنا أكبر مما أبدو.» ومثل هذا التجوال يساعد سترايدر على بناء قوته قبل أن يحيا في النهاية وفقا لهويته الحقيقية.
ولكن مثل هذا التجوال لا بد أن يأتي مصاحبا لأفعال متروية، مثلما يوضح سترايدر بصرامة لبيبين: «سيستغرق الأمر أكثر من مجرد بضعة أيام، أو أسابيع، أو سنوات من التجوال في البرية كي تبدو مثل سترايدر ... وستموت أولا، ما لم تكن مخلوقا من مادة أكثر صلابة من تلك التي تبدو مخلوقا منها.»
22
في «الهوبيت»، كان أكثر شخصيات تولكين حكمة هم السائرين الذين يرفضون الأشياء المملة بشكل غير طبيعي في العالم. تأمل بيورن الذي يحب القصص الجيدة، ولكن يغالبه النعاس حين يمضي الأقزام في الحديث عن كنوزهم. «كان أغلب حديثهم عن الذهب والفضة والجواهر وصياغة الأشياء بواسطة الحدادة، ولم يبد على بيورن أنه يعير أدنى اهتمام لمثل هذه الأشياء؛ فلم تكن هناك أشياء من ذهب أو فضة في ردهته، وعدا السكاكين كانت قلة من الأشياء مصنوعة من المعدن من الأساس.»
ناپیژندل شوی مخ