هابټ و فلسفه
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
ژانرونه
في مقدمته لرواية «سيد الخواتم»، يشير تولكين إلى أنه منذ أقدم العصور والهوبيت «نادرا ما كانوا يرتدون نعالا؛ إذ كانت أقدامهم ذات أخمص غليظ الجلد، وكانت مغطاة بشعر كثيف مجعد، يشبه شعر رءوسهم إلى حد كبير، وكان بنيا في العادة.»
1
لقد خلقت مثل هذه الأقدام للمشي، وكان بيلبو يهوى، على وجه الخصوص، الخروج في نزهة طويلة جيدة على الأقدام في القرية. وكان هناك في الردهة بالقرب من عصي المشي الخاصة به خريطة كبيرة معلقة «للقرية بأكملها موضح عليها كل مواضع التمشية المفضلة لديه بحبر أحمر».
2
إن بيلبو شخصية واثقة بنفسها؛ فعلى مدى مغامراته، لا ينسى مطلقا من هو، ومن أين جاء. ولعل ذلك أحد الأسباب التي جعلت الهوبيت الصغار يحملون مثل هذه الجاذبية في أنظارنا نحن البشر اليوم.
في عمله الرائد «عواقب الحداثة»، يذهب عالم الاجتماع أنطوني جيدنز إلى أن «الحداثة «تزيل المكان» ... إذ يصبح المكان وهميا. غير أن هذه خبرة مزدوجة الوجه، أو متناقضة، وليست مجرد فقدان للمجتمع.»
3
أحب جيدنز، وأحد أسباب هذا الإعجاب هو استخدامه كلمات من قبيل «وهمي» دون مسحة سخرية.
إن فكرته تتلخص في أننا أصبحنا في العصر الحديث نتقن ببراعة شق طريقنا بالتفاوض عبر «الأنظمة المجردة»؛ فنشتري الملابس ببطاقات الائتمان، ونتواصل مع الأصدقاء الذين تفصلنا عنهم مسافات بعيدة عبر فيسبوك، ونستأجر السيارات بيسر وسهولة للخروج في رحلات طويلة بالسيارة عبر طرق سريعة غير مألوفة، واثقين من أن النظم المؤسسية سوف تدعمنا دون أية مشاكل. ولكن كما يوضح جيدنز: «مع تطور الأنظمة المجردة، تصبح الثقة في المبادئ المحايدة غير الشخصية، وكذا في المبادئ المجهولة، أمرا لا غنى عنه للوجود الاجتماعي.»
4
ناپیژندل شوی مخ