جان :
قولي ما شئت يا كونتة، تكلمي بما أردت يا زوجة الكونت فردريك حاكم مدينة مسينا، أهكذا أنت يا شريفة، وهكذا أنت يا عفيفة، تخونين زوجا سما قدره، واشتهر بالصالحات ذكره؟ وتميلين إلي وأنا كولدك بل كخادمك، وتطلعينني على أمر يطيل - إذا ظهر - لوم لائمك، ويسقطك من مقام الشرف إلى حضيض الذل والتلف، أما أنت الكونتة لوسيا، التي بلغت من الشرف مكانا عليا؟ فتنبهي واحذري العواقب، التي ترميك في أشد النوائب.
لوسيا :
وهل تأكدت يا ذهول كلامي، وتحققت بك غرامي، مع شرفي المصون وعفافي المشهور بين نساء الأمراء والأشراف؟ وأنا ما فاتحتك بمثل هذا الكلام، وظهرت لديك بهيئة العشق والغرام، إلا لأعلم نواياك، وأستطلع خفاياك؛ حيث بلغني أن نفسك الأمارة، أطمعتك بنيل الإمارة، وأن مرادك تغتال عمك الذي هو كأبيك، بعدما تظهر حبك وتعلم أني مغرمة فيك، وأرغب ما ترغبه في كل حال، وأساعدك في الأقوال والأفعال.
جان :
أنا أفعل ذلك، وألقي نفسي في المهالك؟ والذي بلغك هذا الكلام هو عدو ألد يا ابنة الكرام، وكان يجب عليك عدم التصديق؛ لما تعلمينه مني على التحقيق، من صدق العبودية لعمي، الذي هو أحن علي من أبي وأمي، لا سيما وقد وعدني بزواج كريمته الوحيدة، وأن يجعل حالتي بالاقتران معها سعيدة، فأرجوك بألا تصدقي مثل هذه الأقوال، وتأكدي أني صادق الخدمة لكما على كل حال.
لوسيا :
هكذا أرغب أن تكون يا جان، فاذهب وكن مطمئن الجنان، ومتى حضر عمك أيها الأمين، اسأله أن يعجل قرانك بأوجين، وتعيش بعدها عيشة هنية، تضمن لكما السعادة الأبدية، وحذار أن تفوه بشيء مما دار بيننا من الكلام، فإنه كان لاستطلاع ما بلغني عنك من ارتكاب الآثام.
جان :
حاشا يا مولاتي أن أبوح بالسر.
ناپیژندل شوی مخ