أنا أبدأ الآن، وهو أني بعدما غرقنا في البحر، قذفتنا موجة على الصخر، ومضى علي بعد ذلك سنون، وأنا أتوجع من الشجون، حتى وصلت إلى هذه الديار، وعلمت من أمر أوجين ما صار، فرجعت فورا كي أفتش عليها، فتوقفت هنا للوصول إليها، وهذه قصتي بالإجمال، وبعد أفصل لكم الحال.
أوجين :
وأنا بعدما شربت ضد السم، قبضني إميل وأذاقني بسلطته كل هم، ثم أنجاني الله من الكرب، واتفقت مع أدريان على الهرب، وبعدما ضل معي عن الطريق، كابدت بعد فراقه كل كرب وضيق، وهكذا عشت بالتسول والخدمات، إلى أن جمعنا الله بعد الشتات.
أدريان :
فراقي لك بين الهضاب والآكام، كان سببا لاجتماعي بابنك يا ابنة الكرام؛ حيث رأيته نائما على وجه الأديم، والعرق مكللا وجهه الوسيم، فأخذته واعتنيت بتربيته، وما تأخرت يوما عن خدمته، وكنت أشتغل يوما دلالا، ويوما عجانا وخبازا وغسالا، ويوما أحتطب من البوادي، وأشتري بثمنه زاده وزادي، وهكذا إلى أن وصلنا هذا المكان، الذي جمعنا فيه الواحد المنان.
أنطونيو :
أنا الذي تركت أدريان وهربت؛ حيث لم يمكني السير في ذاك الوقت، والحمد لله الذي جمعنا سالمين، ومن النوائب آمنين.
جان :
حيث اجتمعنا كلنا بعد الشتات في هذا المكان، فهيا بنا إذن إلى الأوطان. (يخرجون.)
المنظر الثاني (ترفع الستارة عن سجن مظلم.)
ناپیژندل شوی مخ