تعدد واستمداده من أَقْوَال النَّبِي ﷺ وأفعاله وَتَقْرِيره وهمه وأوصافه الخلقية وأخلاقه المرضية فَهَذِهِ هِيَ المبادئ الْعشْرَة
الْفَصْل الثَّانِي فِي علم الحَدِيث دراية
وَهُوَ المُرَاد عِنْد الْإِطْلَاق وَهُوَ علم يعرف بِهِ حَال الرَّاوِي والمروي من حَيْثُ الْقبُول وَالرَّدّ وَمَا يتبع ذَلِك وموضوعه الرَّاوِي والمروي من الْحَيْثِيَّة الْمَذْكُورَة وغايته معرفَة مَا يقبل وَمَا يرد من ذَلِك ومسائله مَا يذكر فِي كتبه من الْمَقَاصِد كَقَوْلِك كل حَدِيث صَحِيح يقبل وواضعه ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ فِي خلَافَة عمر بن عبد الْعَزِيز بأَمْره وَقد أَمر أَتْبَاعه بعد فنَاء الْعلمَاء العارفين بِالْحَدِيثِ بجمعه ولولاه لضاع الحَدِيث واسْمه علم الحَدِيث دراية وَبَقِيَّة المبادئ الْعشْرَة تعلم مِمَّا تقدم لِأَنَّهُ قد شَارك فِيهِ النَّوْع الثَّانِي الأول كَذَا فِي حَاشِيَة الباجوري
وَفِي كشف الظنون الْعلم بدراية الحَدِيث علم باحث عَن الْمَعْنى الْمَفْهُوم من أَلْفَاظ الحَدِيث وَعَن المُرَاد مِنْهَا مَبْنِيا على قَوَاعِد الْعَرَبيَّة وضوابط الشَّرِيعَة مطابقا لأحوال النَّبِي ﷺ وموضوعه أَحَادِيث الرَّسُول ﷺ من حَيْثُ دلالتها على الْمَعْنى الْمَفْهُوم أَو المُرَاد وغايته التحلي بالآداب النَّبَوِيَّة والتخلي عَمَّا يكرههُ وينهاه ومنفعته أعظم الْمَنَافِع كَمَا لَا يخفى على المتأمل ومباديه الْعُلُوم الْعَرَبيَّة كلهَا وَمَعْرِفَة الْقَصَص وَالْأَخْبَار الْمُتَعَلّقَة بِالنَّبِيِّ ﷺ وَمَعْرِفَة الْأَصْلَيْنِ والفقيه وَغير ذَلِك كَذَا فِي مِفْتَاح السَّعَادَة وَالصَّوَاب مَا ذكر فِي الْفَوَائِد إِذْ الحَدِيث أَعم من القَوْل وَالْفِعْل وَالتَّقْدِير كَمَا حقق فِي مَحَله
الْفَصْل الثَّالِث فِي علم نَاسخ الحَدِيث ومنسوخه
قَالَ ابْن خلدون فِي كتاب العبر وَذَلِكَ بِمَا ثَبت فِي شريعتنا من جَوَاز النّسخ ووقوعه لطفا من الله بعباده وتخفيفا عَنْهُم بِاعْتِبَار مصالحهم الَّتِي
1 / 79