History of the Rightly Guided Caliphs: Conquests and Political Achievements

Muhammad Suhail Taqoush d. Unknown
44

History of the Rightly Guided Caliphs: Conquests and Political Achievements

تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية

خپرندوی

دار النفائس

د ایډیشن شمېره

الطبعة الأولى ١٤٢٤هـ

د چاپ کال

٢٠٠٣م

ژانرونه

تعلم الحيل والنيرنجات، واحتيالات أصحاب الرقى والنجوم، ويتابع أخبار المتنبئين١. ويبدو أنه كان على قدر من قوة البيان والشخصية، على عكس ما تصفه المصادر بأنه كان "رويجلا، أصيفر، أخينس"٢، إذ ترك تأثيرًا ملموسًا في أوساط بني حنيفة، والقبائل المجاورة، اشتهر بالخلابة، والقدرة على استهواء النفوس من الرجال والنساء، وخليق بهذا أن يظن به السحر، وتنتظر منه الخوارق بين الجهلاء؛ لأنهم يرون سلطانه ولا يعلمون مأتاه، فيخيل إليهم أنه سر من الغيب، أو معونة من الجنة والشياطين، وهو على هذا كان يعين حيلته بما استطاع من صناعة الشعوذة، والألاعيب التي كان يحذقها بعض الكهان في بلاد العرب والعجم، ولم يكن في طبيعته بمعزل عن طبائع السحرة، وأدعياء الغيب٣، وتسمى بالرحمن، فقيل له: رحمن اليمامة٤. وعندما كتب النبي محمد إلى الملوك والأمراء يدعوهم إلى الإسلام، كتب إلى هوذة بن علي الحنفي النصراني وأهل اليمامة، وأرسل كتابه مع سليط بن قيس بن عمرو الأنصاري، فاشترط هوذة أن يجعل الأمر له من بعده، فرفض النبي وقال: "لا ولا كرامة اللهم أكفنيه"، فمات بعد قليل٥. وقدم مسيلمة إلى المدينة في بضعة عشر رجلًا من قومه بني حنيفة برئاسة سلمى بن حنظلة، وفيهم الرجال بن عنفوة أحد وجهاء القبيلة، لإجراء مباحثات مع النبي، وإعلان إسلامهم، ويبدو أنهم أملوا، مقابل دخلوهم في الإسلام، الحصول على موافقة من النبي لخلافته، ويذكر أن بني حنيفة تعد من أضخم القبائل العربية، وأوفرهم حظًا بالمنعة والجاه، وقد دفعوا أولا بمسيلمة للوقوف على رأي النبي، فاجتمع به منفردًا، وطلب منه أن يجعل الأمر له من بعده، فرفض النبي وقال له: "لو سألتني هذا القضيب -وكان بيده- ما أعطيتكه، وإني لأراك الذي رأيت فيه ما رأيت" ٦، ثم اجتمع أعضاء الوفد بالنبي في المسجد بدون مسيلمة، والواقع أن ذلك كان متعمدًا، ولم تذكر المصادر ما دار في هذا الاجتماع، إنما روت خروج أعضاء الوفد، وقد اعتنقوا الإسلام، وأعطاهم النبي جوائزهم، غير أنه استنادًا إلى تطور الأحداث بعد ذلك يحملنا على

١ الجاحظ، أبو عثمان عمرو بن بحر: كتاب الحيوان ج٤ ص٣٦٩ وما بعدها. ٢ الطبري: ج٣ ص٢٩٥، البلخي: ج٢ ص١٩٧. ٣ العقاد، عباس محمود: عبقرية خالد ص٩٧. ٤ البلخي: ج٢ ص١٩٥، ١٩٦. ٥ البلاذري: ص٩٧. ٦ ابن كثير، الحافظ عماد الدين أبو الفداء: البداية والنهاية، ج٥ ص٥٠.

1 / 51