123

History of Literary Criticism Among the Arabs

تاريخ النقد الأدبي عند العرب

خپرندوی

دار الثقافة

د ایډیشن شمېره

الرابعة

د چاپ کال

١٩٨٣

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

ژانرونه

تضاؤل المسافة بين القصيدة والرسالة
لقد كان من الممكن لدى بعض النقاد السابقين أن تتخذ بعض قواعد البلاغة الخطابية مقاييس للشعر، أما ابن طباطبا فمحا الفروق بين القصيدة والرسالة النثرية في البناء والتدرج واتصال " الأفكار ": " إن للشعر فصولًا فصول الرسائل فيحتاج الشاعر إلى ان يصل كلامه على تصرفه في فنونه صلة لطيفة فيتخلص من الغزل إلى المديح، ومن المديح إلى الشكوى، ومن الشكوى إلى الاستماحة؟ بلا انفصال للمعنى الثاني عما قبله " (١) . وقطع القول الفصل ان: " الشعر رسائل معقودة والرسائل شعر محلول " (٢)، ولكن يظل هناك فرق بين القصيدة والرسالة: فقد يجوز في الرسالة ان يبنى فيها كل فصل قائمًا بنفسه، أما القصيدة فلا يجوز فيها ذلك بل يجب أن تكون كلها " ككلمة واحدة، في انتباه أولها بآخرها نسجًا وحسنًا وفصاحة وجزالة ألفاظ ودقة معان وصواب تأليف " (٣) . غير أن هذا ليس فرقًا بين كل قصيدة وكل رسالة وغنما هو فرق بين القصيدة ونوع معين من الرسائل لا تعتمد فيه وحدة البناء. ومن ثم يضع ابن طباطبا معيارًا للشعر المحكم المتقن وذلك انه إذا نقض بناؤه وجعل نثرًا لم تبطل فيه جودة المعنى ولم تفقد جزالة اللفظ (٤) .

(١) عيار الشعر: ٦.
(٢) نفسه: ٧٨.
(٣) نفسه: ١٢٦.
(٤) نفسه: ٧.

1 / 137