152

History of Andalusian Literature (The Era of Cordoba's Dominance)

تاريخ الأدب الأندلسي (عصر سيادة قرطبة)

خپرندوی

دار الثقافة

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٩٦٠

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

ذي النون: انه قرأ في قرطبة على الرمادي الشاعر (١) . كذلك روى عنه مصعب بن الفرضي (٢)، وأخذ عنه ابن عبد البر قطعة من شعره وضمنها بعض كتبه، أما هو فقد اكتسب صناعة الأدب عن شيخه أبي بكر ابن هذيل الكفيف عالم أدباء الأندلس في عصره، ويمثل ابن هذيل الحلقة التي تصل بين ابن عبد ربه والرمادي لأنه تأثر بالأول وأثر في الثاني، في المذهب الشعري. ولما ورد القالي (٣٣٠) في أيام عبد الرحمن الناصر تلقاه الرمادي ومدحه بقصيدة مطلعها (٣):
من حاكم بيني وبين عذولي ... الشجو شجوي والعويل عويلي ثم انضم إلى جماعة المستفيدين منه، فقرأ عليه كتاب النوادر.
وارتفع شأن الرمادي في أيام الحكم واصبح مقدما على سائر الشعراء، وربما غادر قرطبة بعض الوقت في هذه الفترة من حياته وقصد عبد الرحمن بن محمد التجيبي صاحب سرقسطة ومدحه بقصيدة أولها (٤):
قفوا تشهدوا بثي وإنكار لائمي ... علي بكائي في الديار الطواسم ووراء هذه الرحلة قصة حب، فقد رأى الرمادي ذات يوم، وهو يتنزه في رياض بني مروان امرأة جميلة غلقها قلبه، وحادثته وحادثها واخبرته انها امة، وان ثمنها على صاحبها ثلاثمائة. فلما قصد الرمادي ممدوحه التجيبي بسرقسطة ذكر له حاله وشبب في القصيدة بخلوة؟ وهو اسمها - فأعطاه الممدوح ثلاثمائة دينار ذهبا سوى ما زوده به من نفقة الطريق مقبلا وراجعا. وعاد الشاعر إلى قرطبة يبحث عن هواه في كل مكان حتى كاد ييأس، وذات يوم دعاه بعض إخوانه لزيارته، فلبى الدعوة، ولما دخل عليه أجلسه في صدر مجلسه، ثم قام لبعض شأنه،

(١) المغرب ٢: ١٤
(٢) الجذوة: ٣٤٧، ٣٤٨
(٣) الجذوة: ٣٤٧ والقصيدة مثبت أكثرها في اليتيمة ١: ٤٣٥ وبعضها في المعجب: ١٦ والنفح ٢: ٧٢٦
(٤) الجذوة: ٣٤٨

1 / 156