206

History of Andalusian Literature (Era of the Taifas and Almoravids)

تاريخ الأدب الأندلسي (عصر الطوائف والمرابطين)

خپرندوی

دار الثقافة

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

ژانرونه

ولكل شخص هزة الغصن الندي ... تحت البكاء ورنة المكاء
يا مطلع الأنوار إن بمقلتي ... أسفا عليك لمطلع الأنواء فان لم تكن الطبيعة كذلك محض صورة؟ صورة للنهر أو للبحر أو للروضة أو غير ذلك. ويعتمد في رسم صورة على العنف الموسيقى والحركة وعلى دفقات من الإحساس الشهواني الخفي، وعل متراكبات من الاستعارات التي يصعب الوصل بينهما في وحدة واحدة، وبها يكتسب شعره نوعا من الغموض.
ومن السهل ان يميز دارس شعره تغلغل صورتين هامتين في كثير مما يرسمه، فواحدة هي صورة البحر، وثانية هي صورة الفرس وبين الصورتين شبه في القوة والعنف والحيوية والتوثب، وبينهما علاقة ترتبط بوضعه الجنسي. واكتفي هنا بإيراد بعض الأمثلة:
١ - وساق لخيل اللحظ في بعض حسنه ... جماح وبالصبر الجميل حران
٢ - لاطمت لجنة بموجة أشهب ... يرمي بها بحر الظلام فيرتمي
٣ - بحيث خيل اللثم مطرودة ... تحت لواء الحسن منشورا
٤ - والكاس طرف أشقر قد جال في ... عرق علاه من الحباب يسيل
٥ - وأسبح في بحر الشكاة لعلني ... سأعلق يوما من نجاة بساحل
٦ - وبمعطفيه للشبيبة منهل ... قد شف عنه من القميص سراب
٧ - ففي ناظري لليل مربط أدهم ... وفي وجنتي للدمع أشهب بجمح وهذا مقدار يسير من الصور، وربما لم يعز على أي قارئ لديوانه أن يجد أضعاف ذلك. وهو شيء يتحد مع العنف الذي ينتحيه في التصوير عامة. فهو لا يحب ان يقف كثيرا عند الصور الهادئة وإنما يميل إلى وصف الذئب والنار والنهر المتدفق وعاصف البرد والخرق

1 / 212