خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ، وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [النساء: ١٣] .
وكان النبي ﷺ يقول في خطبته للجمعة: "إن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها" ١. وكان يقول في خطبة الحاجة: "من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه، ولن يضر الله شيئًا" ٢.
وقد بعث الله رسوله محمدًا ﷺ بأفضل المناهج والشرائع، وأنزل عليه أفضل الكتب، فأرسله إلى خير أمة أخرجت للناس، وأكمل له ولأمته الدين، وأتم عليهم النعمة، وحرم الجنة إلا على من آمن به وبما جاء به، ولم يقبل من أحد إلا الإسلام الذي جاء به، فمن ابتغى غيره دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين. وأخبر في كتابه أنه أنزل الكتاب والحديد ليقوم الناس بالقسط؛ فقال تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ
_________
١ أقرب الروايات إلى هذا اللفظ ما عند النسائي في سننه "٣/ ٥٨" وفيها: "أحسن الكلام ... وأحسن الهدي"، وعند ابن ماجه في سننه "١/ ١٧" بلفظ: "فإن خير الأمور كتاب الله" كلاهما عن جابر بن عبد الله ﵁، وعنه رواه مسلم في صحيحه "٦/ ٤٠٣، ٤٠٤" بلفظ: "خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي" ... إلخ الحديث"، ومثله وعنه أيضًا رواه الإمام أحمد في مسنده "٣/ ٣٧١" ورواه البخاري في صحيحه "١٠/ ٥٠٩، ١٣/ ٢٤٩"، ومثله لكن عن جابر بن عبد الله في مسند الإمام أحمد "٣/ ٣١٩"، وفي المسند أيضًا "٣/ ٣١٠" ولكن بلفظ آخر فيه: " أصدق الحديث ... وأفضل الهدي".
٢ بهذا اللفظ رواه أبو داود "٦/ ١٥٦" وغيره عن "عبد الله بن مسعود" وقد ضعفه الألباني وقال: "هذا سند ضعيف وعلته أبو عياض هذا وهو المدني"، قال الحافظ في "التقريب": "وهو مجهول" وصححه الإمام النووي، وقال الشيخ "الألباني": وكان أبعدهم عن الصواب الإمام النووي ﵀ حيث قال في "شرح صحيح مسلم" "٦/ ١٦٠": "إسناده صحيح"- وقاله: ثم إن في متن الحديث نكارة وهي قوله: "ومن يعصهما" فقد صح عنه ﷺ: "النهي عن هذه اللفظة كما في حديث عدي بن حاتم: -ذكر الحديث وفيه- فقال رسول الله ﷺ: "بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله". "انظر خطبة للشيخ الألباني فيه تفصيل".
1 / 8