من ناحية أخرى، أتاح سلوك سيتا وعلاقتها براما فرصا أخرى لتنفيذ الدارما. فليس من المتوقع من الزوجة الوفاء بالفارنا-أشراما-دارما؛ إذ ينبغي عليها أداء واجبها بوصفها ابنة، ثم زوجة (ستري -دارما). وقرار سيتا بالذهاب مع راما إلى الغابة بالرغم من اعتراضه، والتزامها بعفتها لزوجها في أثناء الوقت الذي قضته في بلاط رافانا؛ كانا تصرفين ملائمين لزوجة مخلصة وملتزمة بواجباتها (دارما-باتني).
لماذا، إذن، نفاها راما بعد عودتهما إلى أيوديا، على الرغم من رؤيته دليل عفتها في اختبار النار؟ قد يبدو ذلك تصرفا عديم الرحمة في نظر القراء الغربيين المعاصرين الذين اعتادوا على النهايات السعيدة. لكن في العالم الهندوسي، النظام السليم للمجتمع أهم من رغبة الفرد. مرة أخرى، يجب على راما التفكير والتصرف وفقا للدارما الخاصة به بصفته ملكا؛ فيجب أن يعطي الأولوية لدوره على ميله أو اعتقاده الشخصي بعفة سيتا؛ فقد أسفر فشله في حماية زوجته من رافانا والاضطراب الناتج عن ذلك إلى تسلل الشك إلى عقول رعيته، وصار القضاء على مخاوفهم والاضطراب الاجتماعي الذي قد يتبع ذلك واجبه الأساسي، بالرغم من علمه ببراءتها. وفي رواية فالميكي للملحمة، راما ملك مثالي - وإن لم يكن سعيدا - حتى النهاية، أو بالأحرى قرب النهاية؛ فقبل انتهاء القصة، يشار إلى راما على أنه تجسيد (أفاتارا) للإله فيشنو العظيم. وشأنه شأن كريشنا في ملحمة «مهابهارتا»، يأتي راما - بوصفه إلها في هيئة بشرية - إلى العالم للإطاحة بالقوى التي تهدم الدارما، وليضرب مثلا في السلوك القويم (لمزيد من التفاصيل، انظر الفصل الخامس). (3) سيتا وديفي والإلهات
القريب الأول :
ما رأيكم في تمثيل المعركة بين الملك الطيب رام والملك الشرير رافان؟
أنا :
هل يمكنني لعب دور رام؟
القريب الثاني :
كلا، فأنت فتاة.
أنا :
إنه مجرد تمثيل.
ناپیژندل شوی مخ